Site icon العربي الموحد الإخبارية

“الصلاة على النبي” تثير ضجّة في مصر.. ما القصة؟


أثارت وزارة الأوقاف المصرية جدلا كبيرا، بعد قرارها تخصيص 5 دقائق بعد صلاة الجمعة المقبلة للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأعلنت وزارة الأوقاف في قرارها المثير للجدل تخصيص 3 إلى 5 دقائق بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في جميع مساجد البلاد، للصلاة والسلام على النبي محمد.

وحددت الوزارة صيغة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه، وهي: “اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم.. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”.

بدعة!

أثار القرار ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبره كثيرون “بدعة”، استنادًا إلى ما ورد عن الصحابي عبدالله بن مسعود، بما يفيد النهي عن رفع الصوت بالذكر، والنهي عن الذكر الجماعي بعد الصلاة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، دعا مصريون إلى تجاهل قرار وزارة الأوقاف، وعدم الانضمام إلى حلقات الذكر الجماعي، بدعوى أن هذه الدعوة “بدعة ولا تمت للدين بأي صلة”، وأن تنفيذها “ضلال ومخالف لتعاليم الدين”.

ودخلت دار الإفتاء المصرية على خط الجدل، وأيدت في بيان لها قرار وزارة الأوقاف، مؤكدة أنه لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، مؤكدة أن “الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أفضل الذكر وأقرب القربات وأعظم الطاعات”.

وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان، الثلاثاء، إن الله تعالى يقول “إنّ الله وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليْه وسلّموا تسْليما”، مستشهدة بالحديث النبوي “{من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليْه بها عشْرا” – رواه مسلم.

“الإفتاء” تتدخل

وأضافت الإفتاء المصرية أن “الذكر والصلاة على النبي من العبادات المطلقة المشروعة بدون تقييد”، مؤكدة أن هذه العبادات “تصح على كل هيئة وحال وفي أي وقت”، مشيرة إلى أنها “تجوز سرّا وجهرا فرادى وجماعات بكل صيغة مشروعة”.

وخلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن “الاجتماع على الذكر المشروع يعد من التعاون على البر والتقوى”، وعددت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على مشروعية مجالس الذكر، ومنها الآية 28 من سورة “الكهف” وتقول “واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربهم بالغداة والْعشي يريدون وجهه”.

وردت الإفتاء المصرية على منتقدي قرار وزارة الأوقاف استنادًا إلى ما ورد عن الصحابي عبدالله بن مسعود، قائلة: “هذا القول لم يصح عنه، إذ قال ابن حجر الهيتمي (وأما ما نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد؛ لم يصح عنه بل لم يرِد عنه).

“فهم خاطئ”

وأكدت الإفتاء المصرية أن “العلماء اجتمعوا سلفا وخلفا على استحباب ذكر الله تعالى جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوش جهرهم بالذكر على مصل أو قارئ قرآن أو نائم”، مؤكدة أن علماء الشرع “استحبوا تخصيص يوم الجمعة وليلته للإكثار من الصلاة على النبي محمد”.

واختتمت دار الإفتاء بقولها: “أداء هذه العبادة جهرا بعد أي صلاة مكتوبة مشروع ولا حرج فيه”، مستشهدة بقول الله تعالى في سورة “النساء”: “فإِذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودًا وعلى جنوبكم”، وردت على منتقدي القرار بقولها: “ما يطرحه البعض من إشكالية تخصيص أوقات معينة للعبادات وأن ذلك من البدع، فهذا وهم وغلط في الفهم”.

Exit mobile version