Site icon العربي الموحد الإخبارية

لا الايرانيون فرس ولا المصريون عرب

دراسة جينية لناشيونال جيوغرافيك تثبت ان أكثر من نصف الايرانيين من أصول عربية، وان معظم مواطني اكبر الدول العربية من شمال أفريقيا.

قدمت مجلة الناشونال جيوغرافيك (National Geographic)، لموضوع الغلاف، مقالا علميا رصينا وزاخرا، كعادة المجلة.. الموضوع يتناول، بصورة عامة، مسقط رأس الجنس البشري المعاصر (Homo Sapiens)، أي الجزء من الأرض الذي ظهر فيه لأول مرة، ومن ثم رحلته على سطح الكوكب، بجميع أصقاعه، ليصيّره آهلا به في قاراته الخمس..

كما أظهرت خريطة بشرية انجزها موقع ناشيونال جيوغرافيك نتائج صادمة تبين حجم ومدى التداخل في الأصول والأعراق البشرية، من بينها ان اغلب سكان اكبر الدول العربية ليسوا عربا في حين ينحدر معظم الايرانيين على عكس التوقعات من اصول عربية.

واعتمد مشروع ناشيونال جيوغرافيك الذي يعتبر الاول من نوعه على تحليل عينات ضخمة من “دي ان أي” على مدى سنوات من أجل رسم الخارطة الجينية لسكان كل دولة، أو سكان كل منطقة من العالم.

ومشروع “جينوغرافيك بروجيكت” انطلق تحديدا في العام 2005 من أجل التوصل الى هذه النتائج.

والأبرز في الخريطة العرقية ان ايران التي تبني دولتها على “وهم” العرق الفارسي وتتحدث بلغة مميزة وتحارب من أجل تكريس هويتها وهيمنتها، هي أمة ذات أصول عربية في أغلبها، حيث تشير تحليلات الـ”دي أن إيه” الى أن 56 بالمئة من الايرانيين من أصول عربية، وأن 24 فقط منهم تعود أصولهم الى جنوب آسيا، بينما باقي الايرانيين مجرد أقليات من أصول وأعراق ومنابت مختلفة.

وبينما تتربع مصر على عرش أكبر الدول العربية من حيث السكان فان الخريطة البشرية والتحليلات العلمية تُثبت بأن أغلب المصريين ليسوا عربا، حيث خلص مشروع “جينوغرافيك بروجيكت” الى أن 17 بالمئة فقط من المصريين أصولهم عربية، أما الآخرون فهم من أصول ومنابت مختلفة وغير عربية، حيث أن الأغلبية (68 بالمئة) من المصريين تعود أصولهم الى شمال أفريقيا، بينما أصول 4 بالمئة منهم عبرانيين، وأصول 3 بالمئة من آسيا الصغرى، و3 بالمئة آخرون من جنوب أوروبا.

وفي لبنان فان 44 بالمئة من السكان فقط من أصول عربية، أما المفاجأة هناك فهي أن 14 بالمئة من الناس أصولهم عبرانية، و10 بالمئة من آسيا و5 بالمئة من أصول أوروبية.

وفي تونس فان الوضع أغرب مما هو عليه في مصر ولبنان، حيث أن العرب في البلاد لا يشكلون سوى 4 بالمئة فقط من السكان، بينما الغالبية الساحقة (88 بالمئة) أفارقة.

ويبدو أن الأمم المتجانسة ذات الأصول والأعراق التي تعود الى نفس المكان قليلة، لكنَّ المفاجأة أن من بين هذه الأمم الأصيلة بريطانيا التي يعتقد الناس بأن أغلب سكانها من المهاجرين ذوي الأصول المختلفة.

واتضح أن 69 بالمئة من سكان بريطانيا هم من الأعراق الأصلية التي استوطنت في بريطانيا العظمى وإيرلندا، بينما تعود أصول 12 بالمئة منهم الى الدول الاسكندنافية، و2 بالمئة فقط من أصول غير محددة.

وتشكل هذه النتائج صدمة في الوقت الذي تتناحر فيه الشعوب والأمم من أجل الحفاظ على بلدانها، حيث أن التداخل والاشتباك بين هذه الأمم والشعوب يجعل من سكان الكرة الأرضية بأكملها أمة واحدة متداخلة الأصول والأعراق والمنابت.

 

Exit mobile version