Site icon العربي الموحد الإخبارية

الجمعيّة الثقافيّة السورية في السويد تحتفل بعيد اللغة العربية

موسى الزعيم /

على مدى ثلاثةِ أيامٍ متواصلةٍ، حافلة بالشعر والقصة، والكثيرِ من الأنشطة الثقافية المتنوّعة، أقامت الجالية العربية في مدينة أوربرو örebro ” السويدية، مهرجانها الثقافي الثاني، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، حيث تقرّر الاحتفاء باللغة العربية في كلّ عام في مثل هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعيّة العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول عام 1973، والذي يقرر بموجبه إدخال اللغة العربيّة ضمن اللّغات الرسميّة ولغاتِ العمل في الأمم المتحدة.

مجلّة الدليل كانت حاضرة في تلك الاحتفالية، لتغطية فعاليّات المهرجان الثقافي المتنوع، والذي اختارت له الجمعية الثقافية السورية عدداً من كبار الشعراء والأدباء العرب في أوربا

 مدينة أوربرو والتي تبعد عن العاصمة ستوكهولم حوالي (260) كم وهي من المدن السويدية القديمة والجميلة، تقع على شاطئ بحيرة ” يلمرن” وهي رابع بحيرة من حيث المساحة في السويد، كما أنّ فيها قلعة أثريّة شهيرة يقدّر عمرها بحوالي 755″ عام.

  يبلغ عدد سكان أوربرو حوالي (150) ألف نسمة، تضمّ عدداً لا بأس به من أبناء الجالية العربيّة حوالي (30) ألف نسمة، الذين يعيشون حالة من المودّة والتكاتف الاجتماعي من جمعية ثقافية لا تكلّ ولا تملّ في التواصل مع أفرادها، تتوجه إلى الشباب والصغار أولاً من أجل تعليم اللغة العربية والحفاظ عليها وعلى التراث، وربط أبناء الجالية بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة التي تؤكد على روح التعايش والمحبة والتنوع بين كافة أطياف المجتمع ، كما تسعى دائما إلى الاحتفاء بنجاحات أبنائها الدراسية والمهنية، من خلال أنشطة وفعاليّات دائمة بالتعاون من الجهات الرسمية في المدينة وخاصّة المركز الثقافي. والمكتبة العامّة والتي تضمّ قسماً من الكتب العربية الخاصة بالأطفال ضمن إطار مشروع يهدف إلى توسيع المكتبة من خلال فكرة التنوع الثقافي، بحيث تضم قسماً للأدب والتراث العربي للكبار أيضاً.

 والجميل أنّ هذا العمل يقوم به ويشرف عليه شاب سوري “مازن محمد” من خريجي قسم المكتبات في سوريا، يحاول دائماً رفد المكتبة بالكتاب العربي الجديد أو انعاشها، بحيث تكون محتويات المكتبة مُعاصرة و تواكب الحداثة الأدبية، من خلال الكتب المطبوعة حديثاً وذلك ليطلّع أبناء الجالية وخاصّة الشباب على أحدث ما يُكتب عربياً وليصبح الكتاب متاحاً على منصّات جميع المكتبات السويدية، كلّ ذلك بجهوده الشخصيّة.  

هذا اللقاء الأدبي، الثقافي والاجتماعي، الذي جمع بين الشعر والقصة والفنّ التشكيليّ، شهد حضوراً باذخاً من عدد من المشارب والأطياف العربية والسويدية وغيرها، وحظيَ بمتابعة إعلامية من قِبل وسائل الإعلام والصحافة السويدية والعربية معا.

تنوّعت جلسات المهرجان ولقيت اقبالاً واسعاً من المتعطشين للثقافة العربية وممن يرغبون في سماع النصوص الأدبية الابداعية الشعرية والقصصية مباشرة من مبدعيها فقد كان أغلب الحضور من المهتمين العرب ومن متذوقي الشعر والقصة وموسيقا التراث وغيرها من النشاطات المرافقة التي تفاعل معها الجمهور، بعضهم قدم من مدن وقرى بعيدة من أجل الحضور.

بينما قدّم عدد من المثقفين العرب محاضرات فكريّة، تعالج قضايا تعليم اللغة العربية وتؤكد على صون اللغة وايصالها إلى الأبناء بالصورة الأجمل.  

 ضمّ برنامج الاحتفالية عدداً من الأنشطة الأدبية والفنية والفعاليات الاجتماعية المتنوعة شارك فيها عدد من الأدباء العرب من ” سوريا فلسطين اليمن والعراق ” قدموا من ألمانيا وبريطانيا وعدد من المدن السويدية الأخرى.

أقيمت الأنشطة بدعم ومشاركة من المركز الثقافي السويدي وفي عدد من صالاته، وكذلك في المكتبة العامة، ليستطيع العدد الأكبر من سكان المدينة الحضور

ومن ضمن فعاليات المهرجان أقيم معرض للكتاب العربي، شاركت فيه دار سندباد للنشر والتوزيع بالتعاون مع الجمعية الثقافية استمر المعرض ثلاثة أيام شهد حضوراً كثيفاً وتفاعلاً جيداً مع عناوين الكتب وكذلك وحوارات مُتعددة في مسألة الكتاب العربيّ وأليات توزيعه وطرق إيصاله إلى أكبر شريحة عربيّة في أوربا وخاصّة فيما يتعلّق بكتب تعليم الأطفال اللغة العربية والمناهج التعليمية لغير الناطقين بها والتي شهدت إقبالاً جيداً في المعرض كما ، كما شاركت دار الدليل للطباعة والنشر كضيف في المعرض  بعددٍ من مطبوعاتها قدمتها كهدية للجمعية في نهاية الاحتفالية ، وكذلك شاركت دار “نرد” للطباعة والنشر في المعرض من خلال ببعض مطبوعاتها الجديد وقدمتها هدية للجمعية أيضا.  

وللشعر حصّته الأكبر دائماً من الأسَماع

من المشاركين في فعاليات المهرجان الشاعر حسن إبراهيم الحسن وهو شاعر سوري من مواليد حلب، يقيم حالياً في أوسنا بروك في ألمانيا

والشاعر في جعبته العديد من الدواوين الشعرية منها (المبشّرون بالحزن) (ها أنتَ وحدي) (غامضٌ مثل الحياة و واضحٌ كالموت) وديوان (كالصّدأ العنيدِ على الصّواري) و(ولستَ فأساً ولستُ شجرة) وغيرها من الأعمال المشتركة باللغة الألمانية مع عدد من الكتّاب المهاجرين في ألمانيا تم اختيار عدد من دواوينه الشعرية في دراسات الماجستير في أكثر من بلد عربي.

 قرأ الشاعر الحسن عدداً من القصائد التي تحفر عميقاً في المأساة السورية وتستلهم أوجاعها، يُذكر أن الشاعر وصل إلى نهائيات مسابقة أمير الشعراء في موسمه الثاني كما حصل على عددٍ من الجوائز الشعريّة العربية كان آخرها جائزة الطيب صالح في السودان.

من المشاركين أيضاً الشاعر السوري فايز العباس المقيم في ألمانيا و لديه مجموعتان شعريتان هما (فليكنْ موتي سعيداً) و (5ميغابيكسل) يشتغل فايز العباس على قصيدة النثر بإدهاش عالٍ في قفلات مقاطعه الشعرية، وقد شارك أيضاً في موسم أمير الشعراء وحصل على عدد من الجوائز الأدبية.

 من المشاركين أيضا الشاعر السوري أحمد الصويري الذي صدر له ديوان “نبوءة لما يأتي من الغيم” عن دار الثقافة والإعلام في الشارقة مشرف على التحرير في موقع “وكالة أنباء الشعر ” مقيم في السويد

تمتاز قصائد الصويري بتقنيّة احترافيّة عالية وذلك في شعر التفعيلة وقصيدة النثر حيث يشتغل على نصوصه بهدوءٍ وترّوٍ لتخرج عالية الاحساس والتركيز.

والشاعر الفلسطيني الدكتور محمد الظاهر وهو طبيب أسنان وشاعر وهو المسؤول الاعلامي لتجمع أطباء فلسطين في السويد ومن الداعمين لفعاليات المهرجان.  

كما ألقى الشاعر الدكتور شادي كسكين عدداً من القصائد العمودية، والدكتور شادي طبيب مقيم في السويد، يشتغل على الجزالة اللفظية ووضوح المعنى في قصائده، يشغله موضوع المديح النبوي في جلّ قصائده وله تجربة في الدراسات الشعرية المعاصرة مؤسس ورئيس اتحاد المدونين العرب ٢٠٠٦-٢٠٠٨م.

  الشاعر حازم الحريري درس ماجستير في اللغة العربية وعمل سابقاً في الحقل الإعلامي قرأ شيئا من تجربته في النصوص الشعرية العمودية.  

 وللشعر النبطي والشعبي نصيبٌ أيضاً، فقد شارك الشاعر السوري حسن العايد بعدد من قصائده النبطية والتي أضفت جوّ خاصاً في الأمسية ولاقت استحسان الحاضرين والشاعر حسن العايد مقيم في السويد وهو عضو جميّعة الزّجل السوريّة وقد سبق أن أصدر ديوان (قوافي مُعطرة بالشّيح).

 أما في القصة فقد كان لي شرف المشاركة في قراءة عددٍ من قصص مجموعتي (الرقص مع الريح) قصص تحكي المأساة السورية وحزن أهلنا المقيمين في المخيمات.

الكاتبة سوزان إبراهيم قاصّة وصحفية سورية قرأت عدداً من قصصها، وهي مقيمة في السويد، صدر لها العديد من المجموعات القصصية والشعريّة وفي عام 2019 صدرت روايتها الأولى باللغة السويدية بعنوان (عندما تنفجر الريح بجلدي – يوميات من دمشق).   

 كما شارك في الفعالية القاص مرهف دويدري وهو كاتب وصحفي سوري مقيم في السويد صدر له مجموعتان قصصيتان  

 كذلك الكاتبة وداد طربيه صحفية وحقوقية مهتمّة بالشأن السياسي السوري وقد شاركت أيضاً في قراءة عدد من النصوص النثرية.

 في الموسيقا شاركتْ فرقة الزهوري الدمشقية الإنشادية بوصلات من الموشحات التراثية بقيادة الاستاذين عمر وعامر الزهوري، قدمت الفرقة عدداً من القدود والابتهالات التي جعلت المكان يحفل بروح وعبق التراث الشرقيّ.

 في العزف على العود قدم الفنان طارق أبو حمود مقطوعتين موسيقيتين أيضاً من التراث وهو أكاديمي وأستاذ جامعي يعمل في قسم موسيقا العالم في جامعة أوربرو.

 في المحاضرات والأنشطة الفكرية شارك الدكتور مؤمن العنّان في محاضرة حول تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وقدّم في محاضرته عدداً من الإرشادات من أجل حلّ الصعوبات التي تعتري تعلّم العربية للأطفال العرب من القادمين الجُدد إلى أوربا، كما تحدّث عن صعوبات إيجاد منهج عربي متخصص موحّد لتعليم العربية للناطقين بها وغيرهم.

 يُذكر أن الدكتور العنّان أستاذ جامعيّ سوريّ متنقل بين دول الاتحاد الأوربي، يعمل حالياً في جامعات بريطانيا.

كما قدّم الدكتور اليمني وليد السقّاف محاضرة حول برمجيات اللغة العربية في محركات البحث وطريق استنتاج الرأي العام من خلال استخدام جذور الكلمات العربية والدكتور السقاف أستاذ علم البرمجيات ومحاضر في الصحافة وتكنولوجيا الإعلام، أنشأ العديد من الأدوات ومحركات البحث التي تهتمّ بقياس البيانات الضخمة والتحقق من المعلومات يدّرس حالياً في إحدى جامعات السويد.

كما قدمت مجموعة من الشباب العرب من القادمين الجُدد، فقرة تعريفية عن اللغة العربية وذلك باللغة السويدية، بالتعاون مع الأستاذ حسين العيسى، حضرها عددٌ من المهتمين باللغة والثقافة العربية من سكان المدينة من السويديين والغير الناطقين بالعربية.

كما شارك الفنان عبيدة معلّم بورشة عمل فنيّة لفنّ اللوحات الخشبيّة، مع الأطفال والشباب يُذكر أنّ الفنان عبيدة معلّم من الفنانين العرب الذين أقاموا عدداً من المعارض الهامة في عددٍ من المدن السويدية.

 وكذلك أقيمت ورشة عمل للخطّ العربي شارك فيها الخطاط محمد باسل قاسم الشرّ وقد عُرضت اللوحات في صالة المركز الثقافي في المدينة.

 بالإضافة إلى مسرح الدمى المتحّركة والذي اشتغل عليه إعداداً وإخراجاً هادي مظلوم ومن تأليف (رهف أبو شعر، رفاه لاذقاني) بالتعاون مع الأطفال، بالإضافة إلى ورشات الرسم على الوجوه، كما قدّم الأطفال مسرحيّة تتحدث عن جمال اللغة العربية وأهميتها بالإضافة إلى فقرة مسرحية كوميدية.

   يقول حسام مُراد مدير فعاليّات المهرجان

  تأسست الجمعية الثقافية السورية في أوربرو عام 2015 على أيدي نُخبة من المثقفين والمهتمين المتعطشين لإحياء اللغة العربية والحفاظ على الإرث الحضاري وإحياء العادات والتقاليد العريقة للجاليات العربية، والحفاظ على اللغة العربية كمصدر إلهام وطريق حياة، تضّم  الجمعية الثقافية السورية جميع الجاليات العربية ومن جميع الأطياف والأعمار، وهي نموذج لما تحويه سوريا “وطننا الأم” من عادات وتقاليد وتراث ثقافي في غاية التنوع، هذا التراث الذي استطاع أن يجمعنا، والذي نُجِمع كلّنا على الحفاظ عليه لنقله  للأجيال القادمة  وعليه فإنّ الجمعيّة الثقافية السورية، تسعى لمشاركة الشباب من الجيل الثاني في إدارة أنشطتها وتنظيم برامجها، فقد انتخبَتْ مجلساً إداريا من الشباب ومن خلال إدارة خاصّة بهم يطرحون مشكلاتهم  وأهم الصعوبات والتحديات التي تواجههم بشكلٍ عامٍ، و يعبّرون عن تطلعاتهم وطموحاتهم وأفكارهم، وإلى ماذا يطمحون في المستقبل من الجمعية؟ وهم يشاركون في وضع خُططها وبرامجها وإدارة الحوارات والفعاليات فيها كما تقيم لهم الملتقيات الشبابية والرياضة والعلمية، وسبق وأن أقامت مسابقات تحدّي القراءة العربي وأن حصلت الجمعية على المركز الثاني على مستوى المملكة السويدية، كما تشارك مع المنظمات المؤسسات السويدية والعربية وغيرها في كثير من الأنشطة والفعاليات والتي تهدف إلى تسهيل اندماج الشباب في المجتمع السويدي ورفع سويتهم اللغويّة والعلميّة.

 وبدورنا نطمح في الأعوام القادمة إلى مزيد من الأنشطة بمشاركة الفعاليات السويدية والجاليات الأخرى المقيمة في المدينة، لعلّنا ننقل الصورة الإيجابية الحقيقية عن تراثنا وثقافتنا وجمال لغتنا العربية وأخلاق المحبّة والتسامح والتي للأسف اشتغل الإعلام على تشوييها في السنوات الأخيرة.

تم تكريم المشاركين في المهرجان وتقديم شهادات تقدير لهم ولوحات فنية من أعمال الورشات الفنية في  الجمعية.

.

أخبار متنوعةأوراق طبيب سودانيّ مُقيم في برلينرواية  اسمي زيزفونجسور متأرجحةحين يَغمره الفرح مُتأخراًإشكاليّة التوثيق الحكائيّ والتصنيف الأدبيّ في رواية “رغيف التنّور” لـ “نزيه مير علي”” وشمسٌ أطلّت على ديارنا الغريبة”جائزة ابن رشد للفكر الحرّ لنشرِ “مبدأ الحريّات  الدينية”

Exit mobile version