Site icon العربي الموحد الإخبارية

بعد التماثيل المشوهة.. المهندس كريم عمر يصالح المصريين بـ”تصميم عالمي” (خاص)


بعد سلسلة من التماثيل المشوهة، قوبل تصميم مدخل محافظة بورسعيد شمال شرق مصر بحفاوة شديدة لبراعة التصميم وفلسفته وعلاقته بالفراغ المحيط.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى مصريون إعجابهم الشديد بتصميم المدخل الجنوبي للمدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط، ضمن أعمال تطوير ميدان التعمير.

ويأتي العمل بعد سخط المصريين على عدد كبير من الأعمال النحتية والتماثيل المشوهة في ميادين مصر، وآخرها تمثال الإله حورس في قنا، وقبله تمثال أبو تيج الفرعوني.

والمشروع عبارة عن فنار راقص مستوحى من فنار المدينة القديم، وبداخله قلب ملتوي يشير إلى المسار التاريخي للمدينة، والعنصر الثالث هو الأرض والفراغ المحيط بـ”اللاند مارك”.

مدينة ذات طابع خاص

صمم المشروع المهندس المصري الشاب كريم عمر، وفي حديثه لـ”العين الإخبارية”، أبدى اعتزازه بالانتماء إلى محافظة بورسعيد التي والد ونشأ فيها، مؤكدًا أنها تتمتع بـ”طابع خاص”.

“بورسعيد أجمل بلاد العالم التي يحتضنها البحر ويؤثر في تكوينها وتكوين شعبها”، هكذا يرى “عمر” مدينته، ويضيف: “منذ طفولتي وأنا أحلم بعمل شئ لبلدي، وهذه كانت فرصتي لرد جزء من فضلها”.

وجاء المشروع تطوعًا من المهندس الشاب الذي لم يتلق أي مقابل كنوع من رد الجميل، ويقول إنه اتفق على المشروع عن طريق المكتب الاستشاري المختص بتطوير “ميدان التعمير” الجديد بمدخل المدينة الجنوبي.

فنار بورسعيد

ويشرح المهندس المصري تفاصيل المشروع، ويقول: “الميدان فراغيا يمثل مدخل المدينة من طريق 30 يونيو، وفضلت توظيف عنصر من هوية البلد، وأن يرحّب المعْلَم (اللاند مارك) بالزائرين، ولم أجد أفضل من فنار بورسعيد”.

يضيف “عمر”: “امتداد الفنار الرأسي مع الإضاءة التي كانت ترشد السفن ألهمتني توظيف اللاند مارك في إرشاد زوار المدينة حاليا والترحيب بهم، وهذه كانت بداية الفكرة الأساسية للمشروع، لكتنني لم أفضّل أن يكون الأمر مباشرًا وبسيطًا”.

لم يفضّل “عمر” فكرة استنساخ الفنار القديم للمدينة بشكل واضح وصريح، لذا بدأ العمل على المشروع بمنهج تفكيكي، ويوضح: “لم يكن جيدًا التفكير في المشروع كتصميم مجرد؛ لأنني أؤمن بأن العمارة يجب أن تسرد قصة بشكل أو بآخر”.

التاريخ والفلكلور

وبنظرة فلسفية، لجأ “عمر” إلى تاريخ المدينة وتراثها الفلكلوري وطبيعتها الجغرافية من حيث حركة المياه وأمواج البحر: “بعض الأنشطة أثرت في تكوين شعب بورسعيد، وظهور رقصة السمسمية الشهيرة، لذا قررت تنفيذ المشروع بهذه الطريقة”.

ويشرح المهندس المصري فكرة المشروع، ويبدأ بالفنار الراقص: “فكرة القشرة الرمادية الملتوية مستوحاة من فنار بورسعيد القديمة، وهي أول فنار خرساني في العالم، وجاء تصميم القشرة الرمادية الملتوية كبناء مثمن الأضلاع يقل كلما صعدنا إلى أعلى كمحاكاة للفنار القديم”.

ويضيف عن الفنار الراقص: “فككت الشكل تأثرًا بحركات أمواج البحر ورقصة الفولكلور السمسمية التي تشتهر بها محافظة بورسعيد، وخامة هذا القشرة عبارة عن حجر رمادي طبيعي يعبر عن فكرة المبنى الخرساني الأصلي”.

بورسعيد الحديثة

المستوى الثاني من المشروع هو “القلب الملتوي”، ويقول “عمر”: “فكرة اللب الخشبي الملتوي مستوحاة من المسار التاريخي للمدينة، ويبدأ اللب بشكل مستقيم وتصاعدي، ويمثل مدينة بيلوز القديمة، المعروفة بقوتها وازدهارها، ثم يحدث التحول في تاريخ المدينة عندما جرى تدميرها، وبالتالي يبدأ اللب الخشبي في الالتواء”.

وفي نهاية اللب الخشبي يتوقف الالتواء كعلامة على ظهور مدينة بورسعيد الحديثة عام 1859، ويقول “عمر”: “منذ ذلك الحين، تنمو المدينة وتتجه نحو مستقبلها، ومن ثم فإن اللب الخشبي يتجه لأعلى، وينتهي بكشاف إضاءة سماوي تعبيرا عن الأمل، وفي الأعلى توجد 4 ساعات تمثل الزمن، وهو الشاهد الأول على تاريخ بورسعيد”.

والمستوى الثالث من المشروع هو الأرض: “الفراغ المحيط باللاند مارك عبارة عن أسطوانات من 3 مستويات مغطاة بحجر أصفر يرمز إلى رمال ساحل المدينة، وتتخلل الفراغ المفتوح 3 نوافير مائية تمثل مصادر المياه الثلاثة المحيطة بالمدينة (البحر المتوسط​​، قناة السويس، بحيرة المنزلة، والكراسي جاءت على شكل موجات”.

Exit mobile version