Site icon العربي الموحد الإخبارية

صناعة القيشاني أبدعها المصري القديم لتنافس الأحجار الكريمة

عرف المصري القديم صناعة القيشاني قبل عصر الأسرات، وقد اعتبر الأشياء المصنوعة من القيشاني سحرية؛ وذلك لأنها كان بها وميض لا يخفت لأنها مصنوعة من الزخف الذي يعد بمثابة نوع من الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة، وقد أطلق المصري القديم علي القيشاني اسم “تحنت”؛ وهو خزف سطحه لامع وملون مثل الأحجار الكريمة، ويحتوي القيشاني على السيليكا وحجارة الكوارتز.

 كيف استطاع المصريون القدماء ابتكار الخزف القيشاني كانت تتم صناعة الخزف القيشاني من الكوارتز وملح الناطرون أو رماد النباتات ليماثل الأحجار الكريمة النادرة مثل الفيروز، واستخدم المصريين القدماء الأحجار الكريمة ذات اللون الأزرق لأنه يرتبط بالخصوبة والحياة.لوحة من القيشاني الأزرق للملك رمسيس الثاني  سنذهب عزيزي القارئ اليوم في رحلة للتعرف علي قصة ظهور القيشاني عند المصريين القدماء،  ظهر القيشاني لأول مرة في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، حيث عثر في قبر أحد الأشخاص المهمين من تلك الفترة علي أحزمة صنعت من القيشاني، ومنذ ذلك الوقت استمرت هذه الصناعة بين أيدي المصريين القدماء.وفي القرن السابع والعشرين قبل الميلاد استخدم المهندس والطبيب والوزير “امحتب” القيشاني علي جدران هرم “زوسر”؛ والذي يعد أقدم بناء حجري ضخم في التاريخ وأحد عجائب الدنيا التي تركها لنا الفراعنة، ولم يعرف أحد سر بناء هرم زوسر أو غيره من الأهرام الأخرى حتى الآن.في البداية كان القيشاني عبارة عن قطع من الخرز، وبعد ذلك تطور وبدأوا في صناعة أشياء مختلفة منه مثل قرابين صغيرة نذرية للمعابد، تماثيل للآلهة، تماثيل للحيوانات، تمائم، حلي، أوعية يضعون بها أدوات التجميل للنساء، مزهريات، أطباق، مكاحل، لعب أطفال، حليات لتنزيين المعابد والمقابر والجدران و الأبواب وغير ذلك.حلي من القيشاني وقد استخدم المصري القديم أصباغ طبيعية للحصول على أزهي ألوان من القيشاني، كما كانوا يقومون بحرق هذا المعدن الثمين لتكوين طبقة لامعة علي سطحه، ولكن بعد عملية الحرق يصبح من الداخل لونه أبيض أو بني أو رمادي ويكون قابل للتفتت، بينما من الخارج يكون سطحه لامع ويحتوي على اللون الأزرق أو الأخضر أو البني المحروق وغيرها من الألوان.  الجدير بالذكر أن درجة الحرارة المطلوبة لصناعة بريق خزف القيشاني هي بين 870 و 920 درجة مئوية وتصل درجة الحرارة في الفرن إلي 1000 درجة مئوية.بومة من القيشاني وترجع للفترة المتأخرة من العصر البطلمي وبهذه الطريقة تعددت ألوان بريق سطح الخزف القيشاني، ولكن كل لون عند المصريين القدماء ذات أهمية بالغة؛ فاللون الأخضر كان اللون المفضل عندهم لصناعة الطلاسم والتمائم، واللون الأزرق رمز للحياة والخصب، وعندما كانوا يستخدمون القيشاني للتلوين على الأواني كانوا يمزجون ألوان القيشاني بالمنجنيز والكربون، وهكذا رأينا كيف استطاع المصريون القدماء صناعة أحجار القيشاني لتنافس الأحجار الكريمة النادرة.تماثيل صغيرة من القيشاني 

Exit mobile version