Site icon العربي الموحد الإخبارية

أزمة يوفنتوس.. ماذا بعد استقالة الرئيس ومجلس الإدارة؟

أسئلة عديدة تُطرح الآن حول مستقبل يوفنتوس بعد استقالة مجلس إدارته بالكامل، بما في ذلك الرئيس أندريا أنييلي ونائبه بافيل نيدفيد.
لماذا الاستقالة في هذا التوقيت بالذات؟. هل سيتم بيع النادي؟. كيف سيكون العقاب في حال ثبت تورطه بانتهاك مزعوم لقواعد اللعب المالي النظيف في مسألة انتقالات اللاعبين وإعارتهم؟
يعتبر يوفنتوس النادي الأكثر نجاحاً في إيطاليا إذ هيمن على الدوري الإيطالي منذ أن تولى أنييلي الرئاسة في عام 2010، وفاز بـ9 ألقاب متتالية في الدوري بين 2011 و2020، لكن الأمور بدأت تسوء في السنتين الأخيرتين، ويبدو أن المشاكل كان تنتقل إلى خارج الملعب أيضاً ما أدى إلى استقالة مجلس الإدارة بأكمله.
كما أُرجئ الأسبوع الماضي اجتماع المساهمين، الذي كان مقرراً في 23 نوفمبر، إلى 27 ديسمبر.
لماذا استقال المجلس بأكمله؟

قرر مجلس الإدارة بالإجماع أنه من مصلحة النادي الاستقالة والسماح لمجموعة جديدة من المديرين التنفيذيين لقيادة النادي ودفعه نحو الأمام.
تم اتخاذ هذا القرار بناءً على اقتراح من أنييلي، وسط مواجهة النادي اتهامات تتعلق بالتلاعب بالحسابات.
وفُتح تحقيق من قبل مكتب المدعي العام في تورينو، الذي يزعم أن شركة يوفنتوس المدرجة في بورصة ميلانو قللت من خسائرها المالية في 2018 و2019 و2020.
وكان المدعون ينظرون في القيم المرتبطة بانتقالات اللاعبين بين الأندية، وما إذا كان قد تم خصم الرواتب خلال جائحة كوفيد-19 أو تم تأجيل صرفها، كما هو مذكور في الحسابات المالية. وتشير التقارير إلى أن هناك 15 مشتبهاً في التحقيق بينهم أنييلي.
ونفى النادي ارتكاب أي مخالفات “لا يزال يوفنتوس على قناعة بأنه تصرف وفقاً للقوانين والقواعد المنظمة لإعداد التقارير المالية، بموجب مبادئ المحاسبة وبما يتفق مع الممارسات الدولية في صناعة كرة القدم”.
لكن التحقيق انتهى الآن، والنتائج يمكن إعلانها قريباً، وقالت آنا ماريا لوريتو، كبيرة المدعين في مدينة تورينو في بيان، إنه تم إبلاغ نادي يوفنتوس ومجلس إدارته وكبار المسؤولين التنفيذيين والمحاسبين القانونيين بانتهاء المرحلة الحالية من التحقيق.
وتأتي هذه الاستقالة أيضاً بعدما سجّل النادي خسائر قياسية بلغت 254.3 مليون يورو لموسم 2021-2022. وتشير هذه الأرقام إلى أن الأمور لم تسر على ما يرام وراء الكواليس لبعض الوقت، وهناك حاجة الآن لتغيير الاتجاه.
كيف ستكون العقوبة؟

إذا تبين أن يوفنتوس قد انتهك القواعد، فقد يتعرض لعقوبات كبيرة، وذكرت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” أن هناك احتمالاً لخصم النقاط أو حتى الهبوط، إذا تم إثبات أن يوفنتوس خدع السلطات بشأن مدفوعات رواتب اللاعبين.
هذا من شأنه أن يعيد ذكريات فضيحة الكالتشوبولي في عام 2006، بعدما كشف تحقيق موسع أن بعض الأندية الإيطالية كانت تتلاعب بنتائج المباريات وكانت لها علاقات مع لجنة الحكام في موسمي 2004-2005 و2005-2006، واتهموا باختيار حكام مناسبين لبعض مبارياتهم.
بعد ذلك هبط يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية، كما عوقب ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا لتورطهم في الفضيحة، لكن يوفنتوس كان الفريق الوحيد الذي هبط من دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
لماذا ابتعد أنييلي الآن؟

ارتبطت عائلة أنيلي بيوفنتوس منذ ما يقرب من 100 عام، وأندريا هو رابع فرد في عائلته يتولى منصب الرئيس بعد والده وعمه وجده، ومن الواضح أنه لم يتخذ قرار الاستقالة بسهولة.
لكن يبدو أنه شعر أنه لم يكن أمامه سوى القليل من الخيارات بسبب الاختلافات داخل النادي، وحقيقة أن ميزانية النادي كانت تقلق غالبية المساهمين.
ويعتبر أنييلي من أشد المطالبين بإقامة دوري الأوروبي الممتاز “سوبرليج” رفقة ريال مدريد وبرشلونة، ولكن هذا الأمر لم يتحقق في العام الماضي ولم ينطلق بعد رغم إصرار الأندية الثلاثة على إقامته.
ودعا أنييلي في خطاب استقالته جميع موظفي يوفنتوس إلى الوحدة وأشار إلى إخفاقات النادي “نحن نواجه لحظة حساسة.. من الأفضل أن نترك جميعنا، وإتاحة الفرصة لفريق جديد لقلب اللعبة”.
من سيحل مكان أنييلي؟

أعلنت شركة “إكسور”Exor القابضة التابعة للنادي تعيين جيانلوكا فيريرو رئيساً جديداً لمجلس إدارة النادي.
ووَرَدَ في بيان أصدرته شركة “إكسور”Exor، المملوكة لعائلة أنييلي والمساهمة الرئيسة في النادي: “في إشارة إلى القرارات التي اتخذها مجلس إدارة نادي يوفنتوس أمس (الاثنين)، وفي ضوء اجتماع المساهمين، المقرر في 18 يناير 2023، تعلن إكسور عزمها على تعيين جيانلوكا فيريرو رئيساً للنادي”.
ووصف التقرير فيريرو بأنه “مستشار أعمال ومُراجِع ومدقق قانوني ومدير لشركات مختلفة”، مضيفاً أنه “يتمتع بخبرة قوية ومهارات فنية ضرورية، إضافة إلى شغف حقيقي بالنادي، ممّا يجعله الشخص الأنسب لتقلّد هذا المنصب”.
وتابع التقرير “ستنشر Exor القائمة الكاملة لمرشحيها لمجلس الإدارة الجديد خلال الإطار الزمني الذي يقتضيه القانون”.
هل هناك مرشحين محتملين للرئاسة؟

يعتبر فيريرو هو المرشح الأوفر حظاً لتولي المسؤولية من أنييلي، لكن لا يمكن استبعاد وجود أسماء أخرى.
أحد الأسماء التي يتم تداولها هي إيفيلينا كريستلين، وهي طبيبة تحب التزلج وتحب النادي أيضاً، وقد ارتبط اسمها بيوفنتوس لسنوات عديدة وقد تكون المرشحة المثالية لتصبح أول امرأة تشغل منصب الرئيس في تاريخ يوفنتوس.
في عام 1998، تم اختيارها كرئيسة تنفيذية لـ”Torino 2006 Promoting Committee”، والتي كانت مسؤولة عن رعاية ترشيح المدينة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006، وهي خبيرة أيضاً في المنظمات الرياضية والتسويق.
وهناك أيضاً أسطورة النادي أليساندرو ديل بييرو الذي تعشقه الجماهير، ويبدو أنه مستعد للعودة إلى يوفنتوس، لكن دوره المحتمل لا يزال غير واضح.
وربما يكون منصب نائب الرئيس الذي كان يتولاه نيدفيد أمر مرجح أكثر، لكن الانتقال مباشرة إلى الرئاسة وارد أيضاً.
وفي حديثه مع شبكة قنوات “بي إن سبورتس” التي يعمل حالياً فيها كمحلل في فترة كأس العالم قال ديل بييرو ‘العودة إلى إيطاليا لمساعدة يوفنتوس؟ لا أعرف ما هي الخطة ولكني أعرف الشركة جيداً. لا يزال لدي منزل في تورينو”.
وهناك أيضاً أليساندرو ناسي، البالغ من العمر 46 عاماً، وهو الرجل الثاني في شركة “Exor”، المملوكة لعائلة أنييلي والمساهمة الرئيسة في النادي وأكبر مجموعة اقتصادية إيطالية من حيث حجم المبيعات، وقد يكون ناسي الخيار المفضل من وجهة نظر الشركة لكن شعبيته ليست قوية بين جماهير النادي.
هل سيحتفظ أليجري بوظيفته؟

غالباً عندما تحدث تغييرات على مستوى الإدارة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات على مستوى الجهاز الفني وقد يرغب الرئيس الجديد في فرض سلطته في وقت مبكر.
ومنذ عودته إلى يوفنتوس العام الماضي، كان أداء ماسيميليانو أليجري ضعيفاً بشكل ملحوظ، واحتل يوفنتوس المركز الرابع فقط في الموسم الماضي من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وفشل في الفوز بأي لقب لأول مرة منذ أكثر من عقد.
ولم يظهر النادي بقيادة أليجري بشكل أفضل هذا الموسم، إذ يحتل حالياً المركز الثالث في الدوري بفارق 10 نقاط عن المتصدر نابولي، كما خرج من دوري أبطال أوروبا.
وكان أنييلي كان يقف دائماً إلى جانب أليجري لعلمه أن إقالته ستكلف النادي مبلغاً كبيراً.
وقد يرى الرئيس القادم ليوفنتوس الأمور بشكل مختلف، ويقرر أن هناك حاجة إلى التغيير والتعاقد مع وجه جديد لقيادة الجهاز التدريبي في عام 2023.

Exit mobile version