Site icon العربي الموحد الإخبارية

مدمنات شهرة في زي الأمن الألماني.. شرطية ولكن “إنفلونسر”

مع مرور الوقت، يتحول المزيد من عناصر الشرطة، وخاصة الشرطيات، في ألمانيا إلى الفضاء الافتراضي، سعيا وراء الشهرة، ما يثير كثير من الجدل.

ومن بين الشرطيات اللاتي تحولن إلى “إنفلونسر”، الضابطة، مايا باجبوك “24 عاما”، التي اعتادت نشر صورها “سيلفي” يوميا في بداية العمل.وتظهر الضابطة في الصورة اليومية ترتدي الزي الرسمي، وتضع المسدس على الحزام، وشعار شرطة برلين على السترة المضادة للرصاص التي ترتديها.وتملك باجبوك 36 ألف متابع على موقع تشارك الصور “أنستقرام”، وتدير بودكاست ومدونة “يوميات شرطية على الإنترنت”.بل أنها تكتب عن حياتها اليومية، واليوم الأول في وظيفتها في الشرطة، والتحرر وعلاقة الثقة بين الزملاء في جهاز الأمن.

وتعمل باجبوك في الشرطة منذ 5 سنوات، بينها 3 سنوات تجمع بين الوظيفة والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنضم لعدد متزايد من الشرطيات الساعيات للشهرة في الفضاء الإلكتروني في ألمانيا.وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية: “يزداد عدد الشرطيات الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ما يثير الجدل حول صحة هذه الخطوة خاصة وأنها تكشف هوية الضباط”.وتقدم باجبوك نفسها كشرطية ومربية لكلب، وتنشر صورا لها مسترخية على الأريكة مع كلبها “مايا”، وصورا أخرى لنزهة في الدنمارك، حتى أنها تنشر صور بطاقات الائتمان التي تحصل عليها من البنوك، فيما تبدو إعلانات مدفوعة.

هذا النشاط، دفع بنيامين جيندرو، المتحدث باسم نقابة الشرطة في برلين، للقول لـ”دي فيلت” إن “كشف الشرطية عن حياتها الخاصة، والإعلان عن منتجات بهذا الشكل، يضعفها”.وتابع: “لا يدرك العديد من العاملين في الشرطة أن نشر صورة شخصية واحدة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة”، مضيفا: “ستختفي فكرة المحقق السري مستقبلا إذا تزايد وجود عناصر الشرطة على الإنترنت”.ولا توجد بيانات عن عدد عناصر الشرطة الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا، ولا توجد لوائح موحدة تحدد ما يمكن لهؤلاء مشاركته على الحسابات الشخصية.وفي ولاية برلين وحدها، لا توجد سيطرة قوية على عناصر الشرطة النشطاء في الفضاء الإلكتروني، ويزدهر التصوير بالزي الرسمي.

ويقدر جيندرو عدد عناصر الشرطة الناشطين على موقع “أنستقرام” في برلين فقط بعدد مكون من 3 أرقام “لم يفصح أكثر من ذلك”.فيما قال جوليان كاول، أستاذ الإدارة في جامعة برلين للتكنولوجيا والاقتصاد لصحيفة “دي فيلت”: “عناصر الشرطة يرغبون في تلقي تعليقات إيجابية”، مضيفا: “عملهم صعب، وحياتهم اليومية يمزقها الصراع، ويتلقون كثيرا من النقد في العمل”.وتابع: “لكن في دور الإنفلونسر، من السهل نسبيا الحصول على ردود فعل إيجابية”، مضيفا: “الزي الرسمي يجعل الشرطي مثيرا، لذلك يستخدم البعض أنستقرام وتيك توك لبناء صورة إيجابية بجسم رياضي وزي رسمي”.ورغم ذلك، فإن ظهور عناصر الشرطة بكثافة على الفضاء الإلكتروني، يمكن أن يتطور إلى مواقف صعبة وتسيء لجهاز الأمن.ففي مدينة دريسدن، جنوب شرقي ألمانيا، لم تتمكن الشرطية أدريان كولسزار من الحفاظ على التوازن بين دور الإنفلونسر ومهنة الشرطية، وخرج الأمر عن السيطرة، حتى أنها باتت تعرف بـ”الشرطية الأكثر إثارة” على الإنترنت بعد ظهورها في ملابس رياضية غير مناسبة على أنستقرام.ويبلغ عدد متابعي كولسزار على أنستقرام نحو نصف مليون شخص، وتوقفت عن العمل كضابطة شرطة منذ عام، واكتفت بالعمل كإنفلونسر وكاتبة محتوى.

Exit mobile version