Site icon العربي الموحد الإخبارية

ابن ربن الطبري .. العالم الحاذق بالطب والهندسة والتنجيم والفلسفة

اسم ابن ربن الطبري يتردد للأذهان عند ذكر نخبة العلماء المسلمين الذين ساهموا وبشكل كبير في إثراء العلم والمعرفة الإنسانية.

ابن ربن الطبري – التعريف بالشخصية:

هو علي بن سهل ابن ربن، أبو الحسن الطبري، طبيب حكيم، وُلِدَ في مرو من أعمال طبرستان سنة 164هـ، ونشأ فيها، ينحدر من أسرة فارسية مسيحية، لكنه اعتنق الإسلام على يد الخليفة العباسي المعتصم (179-227 هجري).

وفي هذا الصدد؛ قال ابن النديم البغدادي الكاتب: “علي بن ربل، باللام”.

أما لقب ربَّن فيعني: الأستاذ، بحسب ألدو مييلى الذي يقول: “إن اللقب السرياني، ربَّان، كان مستعملاً عند المسيحيين مطابقاً للفظ: أستاذ عندنا”، وقيل في التعليق على «الأعلام للزركلي»: “الرَّبَّن: المتقدم في شريعة اليهود”.

والد ابن ربن الطبري:

كان والده سهل عالماً بارعاً في الطب، والهندسة، والتنجيم، والرياضيات، والفلسفة، ويقال: إنه أول من ترجم إلى العربية كتاب «المجسطي» لبطليموس.

ابن ربن الطبري – المكانة العلمية:

تلقى أبو الحسن دراسته الأولى على يد والده الذي علمه الطب، والهندسة، والفلسفة، إلى جانب اللغتين العربية والسريانية.

وبعد وفاة والده؛ تعمق في دراسة الطب وأصبح حكيماً مشهوراً، وقد مارس الطب في مدينة الري، وكان يخدم ولاة طبرستان، ويقرأ علم الحكمة، وانفرد بالطبيعيات.

وقامت فتنة فيها فأخرجه أهل طبرستان، فنزل بالريّ، ثم ذهب إلى العراق واستقر بمدينة سامراء ، حيث صار كاتباً للخلفاء: المعتصم والواثق والمتوكل، وصنف فيها كتابه «فردوس الحكمة».

كان يكتب للمازيار بن قارن، وقد كان مسيحياً فلما أسلم على يد المعتصم قرَّبه، وظهر في الحضرة فضله، فأدخله المتوكل في جملة ندمائه.

وكان بموضع من الأدب والعلم والمعرفة، بحيث أضحى معلم الرازي في مضمار صناعة الطب.

اقرأ أيضا ابن الشاطر .. رائد الفلك السابق لزمنه

استقر الطبري في العراق وهي البلاد التي ازدهرت في العصور الوسطى (الموصل عام 1932 م)

إسهاماته الطبية:

تتجلى الإسهامات العلمية لعلي ابن ربن في تصنيفه في عدد من المواضيع الطبية التي تطرق لها بتفصيل في كتابه «فردوس الحكمة»؛ ومنها:

  1. وضع المبادئ العامة للطب.
  2. إرساء قواعد الحفاظ على الصحة الجيدة.
  3. ذكر بعض الأمراض التي تصيب العضلات.
  4. وصف الحمية للحفاظ على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض.
  5. مناقشة جميع الأمراض من الرأس إلى القدم، وأمراض الرأس والدماغ، وأمراض العين، والأنف، والأذن، والفم، والأسنان، وأمراض العضلات، وأمراض الصدر والرئة، وأمراض البطن والكبد والأمعاء، وأنواع الحمى.
  6. وصف النكهة والطعم واللون.
  7. تعرض للعقاقير والسموم.
كان قادراً على تشخيص وعلاج كثير من مرتاديه من العامة – الصورة من الكوفة عام 1932 م – مكتبة الكونغرس

اقتباسات الطبري:-

“الطبيب الجاهل مستحث الموت”

كتبه:

  1. فردوس الحكمة: جعله سبعة أنواع، والأنواع تحتوي على ثلاثين مقالة، والمقالات تحتوي على ثلثمائة وستين باباً، وهو عبارة عن موسوعة طبية، تطرق فيه لجميع فروع الطب، إضافةً إلى بحوث في الفلسفة، وعلم النفس، والحيوان، والفلك، والظواهر الجوية.

وقد كتبه بالعربية وترجمه في الوقت نفسه إلى اللغة السريانية، ونشرت منه عدة نسخ في بلدان مختلفة، وقام الدكتور محمد زبير الصديقي بتحقيق هذا الكتاب، وقد طبع في الهند عام 1928م. وفي سنة 1996م تم طبع الكتاب ونشره من طرف معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت الألمانية.أرفاق الحياة.

2. تحفة الملوك.

3. كناش الحضرة.

4.منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير.

5.حفظ الصحة.

6.كتاب في الحجامة.

7.كتاب في ترتيب الأغذية.

8.كتاب في الرقى.

وفاته:-

توفي سنة 247هـ.

المصادر:

  • الأعلام (4/288).
  • بُناة الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية (رقم 4).
  • عيون الأنباء في طبقات الأطباء (414).
  • وفيات الأعيان (5/159).
  • الوافي بالوفيات (21/102).
Exit mobile version