Site icon العربي الموحد الإخبارية

“تنفسن بعمق”.. مبادرة رياضية لتعليم فتيات غزة قيادة الدراجات الهوائية

بات بإمكان نساء وفتيات غزة، التمتع بركوب الدراجات الهوائية في الهواء الطلق بفعل مبادرة رياضية جريئة في مجتمع محافظ.
وتحت شعار “تنفس بعمق” احتضن ملعب اليرموك في غزة، المشروع الرياضي الأول من نوعه الذي يتيح للفتيات بدءًا من سن (12 عامًا) ركوب الدرجات الهوائية.ورسميا لا يوجد في القانون ما يمنع الفتيات من قيادة الدراجات الهوائية في شوارع غزة، ومع ذلك تحت وطأة التقاليد والعادات لا توجد هذه الظاهرة.وتشعر رانيا سكيك صاحبة المشروع، بالسعادة لأن مشروعها خرج إلى النور باحتضان من بلدية غزة، مشيرة إلى أنه أصبح بإمكان الفتيات أن “يتنفسن بعمق” وهن يمارسن هواية بقيت حبيسة لديهن لعدم وجود مكان مناسب لها.وذكرت سكيك في حديثها لـ”العين الإخبارية” أن المكان الذي تجتمع فيه الفتيات لممارسة هذه الهواية يتمتع بالخصوصية مراعاة لأي حساسيات ذات صلة.

وبينت أنه بإمكان الفتيات الاستفادة من هذه الفرصة وممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية يومياً من 8 إلى 11:30 قبيل الظهر في ملعب اليرموك بغزة.شغف الطفولةرانيا (29 عاما) الحاصلة على بكالوريوس تعليم أساسي، عشقت منذ صغرها قيادة الدراجة الهوائية وطاردت هذا العشق رغم زواجها وإنجابها 3 أطفال، حتى قررت أن تفتتح مشروعا يتيح للفتيات ممارسة هذه الهواية.وتشير رانيا إلى أنها وبعد عدم حصولها على فرصة عمل مثلها مثل نحو 70 % من أبناء جيلها، قررت البحث عن ذاتها في مشروع خاص مبني على شغفها وهوايتها وحاجة استقرأتها لدى الكثير من صديقاتها.وذكرت أنها التحقت بمشروع “سلالم” لريادة الأعمال لاختيار أفكار ومشاريع صغيرة للخريجات تنظمه الإغاثة الكاثوليكية CRS، وضمن مخرجات المشروع تقدمت بفكرة ريادية مرتبطة بشغف الطفولة، فكان مشروعها  يتعلق بتدريب الصبايا والنساء على ممارسة رياضة ركوب الدرجات الهوائية في مكان مفتوح.

وبينت أن المشروع فاز على 40 مشروعا قدمت على مستوى القطاع وحصلت على التمويل اللازم لتنفيذه.حقل ألغامرانيا، كانت تدرك حقل الألغام الذي تخوضه في ظل مجتمع له أنماطه وصوره الاجتماعية، فقررت أن تتواصل مع بلدية غزة لتتمكن من إيجاد مساحة كافية تتوفر فيها الخصوصية للفتيات وفي الوقت نفسه توفر خاصية المكان المفتوح والهواء الطلق.وقالت: “بالفعل نجحنا في الحصول على تخصيص وقت محدد يستمر عدة ساعات لمدة خمسة أيام من كل أسبوع في ملعب اليرموك ليكون بإمكان الفتيات والنساء القدوم والتدرب وممارسة هذه الرياضة.وذكرت أنها وفرت 10 دراجات هوائية بأشكال مختلفة وهي فئة مخصصة للفتيات مع تأمين أدوات الحماية والمكملات التي تحتاجها هذه الرياضة للحفاظ على أمن وسلامة المشاركات.وأشارت إلى أن هذه الخدمات تقدم مقابل سعر رمزي جدا حيث تذكرة دخول الملعب شيكل واحد فقط (الدولار 3.24 شواكل).

حياة جديدةوبإمكان الفتيات التوجه للملعب والتدرب على قيادة الدراجة والتمتع بها في أرجاء الملعب وسط خصوصية مناسبة، مؤكدة أن الهدف من المشروع إشباع شغف وحب ممارسة هذه الرياضة وتغيير حياة الكثير من الصبايا والنساء اللاتي يطمحن للتنفيس عن أنفسهن وممارسة الرياضة بدون قيود وعوائق.وبينت أنها اختارت اسم “تنفسن بعمق” لأنه يوفر مساحة للنساء لتستطيع عبرها التنفيس عن أنفسهن وممارسة رياضتهن المفضلة بحرية وتغيير نمط حياتهن وانطلاقة لبداية حياة جديدة مليئة بالصحة والأمل.وبقدر التشجيع الذي لقيه المشروع منذ انطلاقه الجمعة الماضي، من الكثير من النساء والفتيات والأوساط المجتمعية فإنه أثار انتقادات أخرى من بعض المشايخ.وفضلت رانيا عدم التعليق على ما أثاره المشروع من انتقادات، مؤكدة أن المكان الذي يجري فيه التدريب يتمتع بالخصوصية ولا تتواجد فيه إلاّ الفتيات.فوائد صحيةوأشارت إلى أن ركوب الدراجة لا يقصد به تحدي المجتمع بل هو ممارسة رياضة تعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ولها دور كبير في تحسين مستوى لياقة الجسم، كما تعمل على زيادة مرونة عضلات الجسم، وخفض نسبة التوتر والحد من الشعور بالاكتئاب.وأكدت أنها تلقت العديد من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة من فئات مختلفة وظهر ذلك في الإقبال من الفتيات بعد افتتاح المشروع.وأشارت إلى أن هذه الرياضة تعمل على تحسين قوام الجسم وتساعد على حرق نسبة كبيرة من السعرات الحرارية، وتزيد من معدل ضربات القلب، لذلك تصنف من أفضل الرياضات.وخلال افتتاح المشروع أكد رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج، أن هذا المشروع الذي يحتضنه ملعب اليرموك يتيح مساحة للفتيات لممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية في أجواء من الخصوصية ويشجع الفتيات على ممارسة الرياضة.وقال إن ملعب اليرموك مفتوحا أمام جميع فئات وشرائح المجتمع ولا سيما بعد تطويره ولنشاء مضمار للجري بمواصفات دولية بداخله، داعياً الجميع إلى زيارته والاستفادة من خدماته، مؤكدا دعم بلديته للمبادرات الشبابية والأفكار الريادية والإبداعية.

Exit mobile version