Site icon العربي الموحد الإخبارية

متاحف الحرب العالمية الأولى في مواجهة كورونا

تكافح متاحف الحرب العالمية الأولى بشمال فرنسا التي تحظى بشعبية كبيرة، لكي تُبقي سياحة الذكرى حية في مواجهة الأزمة الصحية.
والأسبوع الأخير من أبريل/نيسان، كان احتفال “أنزاك داي” يجمع في الأعوام الأخيرة نحو 3500 شخص عند النصب التذكاري الأسترالي في فيليه بريتونو بمنطقة لاسوم، قبل جائحة كوفيد-19 وما تبعها من إجراءات إقفال.  وكان الأستراليون يشكلون نحو 70% من الزوار، إذ يأتون إلى  المدينة التي استولى عليها جنود بلادهم من الألمان في أبريل/نيسان 1918.
وبالنسبة للأستراليين فإن زيارة فيليه بريتونو “رحلة العمر”، على ما لاحظت ريبيكا دويل، مديرة مركز السير جون موناش الذي يتضمن أيضاً، إلى جانب النصب التذكاري، تاريخ الأستراليين على الجبهة الغربية.
فقبل 3 سنوات من معركة فيليه بريتونو، حارب الجنود الأستراليون مع النيوزيلنديين في غاليبولي بتركيا، وكانت هذه المعركة بمثابة “معمودية النار” التي كرست “أنزاك داي” عيداً وطنياً رئيسياً لكلا البلدين.
وتتولى الحكومة الأسترالية تمويل المركز المحميّ في الوقت الراهن من تداعيات الوباء، لكنه يكافح من أجل “الحفاظ على الروابط مع السياح”، من خلال تنظيم جولات افتراضية عبر الشبكات الاجتماعية.

متحف بتكنولوجيا رقمية
ولجأ متحف الحرب الكبرى “إيستوريال من لا غراند غير” في بيرون وتييبفال بدوره إلى التكنولوجيا الرقمية، إذ ينشر بانتظام صوراً أرشيفية وينظم مؤتمرات بتقنية الفيديو، آخرها عن “الوجوه المشوهة” للجنود الذين شاركوا في الحرب.
لكنّ مدير المتحف إيرفيه فرنسوا يشدد على أن هذه التكنولوجيا “ينبغي أن تبقى أداة ومكملة وألا تحل محل الزيارات الحقيقية”.
ودرج المتحف على استقبال نحو 110 آلاف زائر سنوياً، نصفهم من الأجانب، وهو يمول نفسه بنسبة 44%، لكنه عانى انخفاضاً بنسبة 84% في حجم مبيعاتها سنة 2020.
وعلى الرغم من المساعدات العامة، لجأ المتحف إلى إجراءات إدارية “صارمة”، بحسب ما وصف مديره، إذ تقاعد بعض الموظفين الثلاثين أو استقالوا من دون استبدالهم.
البطالة تضرب متحف سوم
وفي ألبير، بات الموظفون الثمانية في متحف “سوم 1916″ في البطالة الجزئية. وقال رئيس الاتحاد الذي يدير المتحف تييري غورلان إن نصف زوار المتحف كانوا من البريطانيين، و”كانت تأتي حافلات ممتلئة تقل تلاميذ مدارس أيام الأحد، لكن كل شيء توقف”.

وروى مدير المتحف الفرنسي الأسترالي في فيليه بريتونو إيف تاتي أنه رأى “مراهقين يبكون أمام” مجموعة المتحف، ملاحظاً أهمية واجب الذاكرة للأستراليين “على عكس الفرنسيين”.  ولا يعرف بعد ما إذا كان المتحف سيتمكن من الاحتفاظ بموظفيه، ويخطط لتقليل ساعات العمل قائلاً “صندوقنا التعاوني مستنفد، قدمنا طلباً للحصول على مساعدة” من السلطات المحلية.
جذب الفرنسيين
ورأت مسؤولة التواصل في هيئة السياحة في منطقة لا سوم أوريلي واليه أن التحدي يكمن في جذب زوار فرنسيين.
وشددت على أهمية هذا الأمر ولو لم تكن لدى الفرنسيين “الثقافة نفسها” التي لدى البريطانيين والأستراليين، إذ أنهم “لا ينظرون إلى زيارة مواقع الحرب العظمى على أنها عطلة ترفيهية أو استرخاء”.
وأضافت واليه “نحن نتواصل مع عدد من مشاهير وسائل التواصل ومستخدمي يوتيوب والمدونين”، بينهم النجم على “يوتيوب” بنجامان بريو الملقب “نوتا بينيه” الذي يتابعه 1,6 مليون مشترك، ومن المتوقع أن يزور المنطقة بعد أسابيع قليلة عقب زيارة أولى له قبل عامين.

Exit mobile version