Site icon العربي الموحد الإخبارية

القاهرة-كيب تاون.. رحالة مصري يخوض مغامرة بالدراجة في أدغال أفريقيا

في عام 2014 قرر الشاب المصري محمد محمود ابن محافظة الغربية تغيير مسار حياته تماما، ليصبح أحد أشهر الرحالة الذين يجوبون محافظات مصر على الدراجة “العجلة”.
في مدة تقارب 8 سنوات، خاض الرحالة المصري 72 رحلة في 27 محافظة مصرية، اكتسب خلالها خبرات وثقافات، بدلت تفكيره ومجرى حياته بشكل تام، ليبدأ في التخطيط لرحلة داخل القارة السمراء.محمد المصري، وهو لقب الشهرة الذي عرف به على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي زياراته التي يقوم بها في محافظات مصر، ولد في قرية حصة بار مدينة بسيون، بدأ حياته العملية مع والده في ورشة النجارة.
بداية القصةيروي محمد قصة حبه للدراجات، كونه مثل أي شاب مصري مثلت العجلة الحلم الأول له، والتي كان يستخدمها كوسيلة لتنقلاته في حياته، وفي عمله بورشة النجارة.حتى هذه اللحظات تبدو الأمور طبيعية، لكن الصدفة وحدها قادت محمد لطريق مختلف، فأثناء مشاهدته لإحدى القنوات الوثائقية، لفت انتباهه الرحلات التي يقوم بها بعض الرحالة العالميين سيرا على أقدامهم يتنقلون بها من بلد لآخر ويحققون أرقاما قياسية مكنتهم من الانضمام لموسوعة جينيس.

الرحلة الأولىمن هنا جاءت الفكرة، وقرر محمد المصري أن يخوض أولى رحلاته من قريته “حصة بار” إلى مدينة طنطا، وهي الرحلة التي اعتاد أن يسافرها بالسيارة، لكن هذه المرة سيتحرك إليها بالعجلة، في رحلة استمرت قرابة 7 ساعات، هذه المسافة التي تبلغ 30 كيلومترا، بمرور الوقت لم تصبح رحلة طويلة وأصبح الرحالة المصري يقطعها في 45 دقيقة.

الانطلاقة كانت ناجحة، وزادت الإصرار بداخل الشاب المصري ليقرر أن يحترف قصة الترحال والسفر بالدراجة، ليقرر القيام برحلة ثانية، ولكن هذه المرة كانت المسافة أطول، حيث سافر من مدينة طنطا إلى مدينة القناطر الخيرية.
27 رحلةبدأ الشغف يزداد شيئا فشيئا، ومحاولة المعرفة والبحث عن كل ما يتعلق بالترحال والدراجات تملأ عقل وحياة محمد المصري، لتتوالى الرحلات إلى محافظات مصر، والتي بلغ عددها منذ عام 2014 وحتى الآن إلى نحو 27 رحلة، يذكر منها محمد رحلات كونها الأقرب لقلبه والتي غيرت تفكيره واهتماماته، وهذه الرحلات هي النوبة، والثانية الشخلوبة في سيدي سالم، والثالثة الواحات البحرية في سيوة.المغامرة الأخطرفي عام 2017 كانت المغامرة الأهم والأخطر، عندما سافر لأسوان في 16 يوما، وكان بمفرده وسافر على الطريق الصحراوي، وهذه هي خطورة الرحلة، ولكنه نجح في تحقيقها، وعندما عاد من الرحلة بدأ في تأليف كتاب سلسلة الرحالة المصري، يروي فيها تفاصيل رحلاته والمدن والقرى والنجوع والكفور التي مر بها، يرصد من خلالها ثقافات ولهجات ولكنات وعادات وتقاليد وأكلات، وغيرها من تفاصيل الثقافة المصرية المليئة بالحكايات والتفاصيل المثيرة، وبالفعل حقق الكتاب نجاحا باهرا في معرض الكتاب، ليصدر الشاب كتابه الثاني من السلسلة في عام 2021.

أول فريق للدراجاتبمرور الوقت ومع نجاح رحلات الرحالة محمد المصري، بدأ يرفع شعار “هنشوف مصر على العجلة”، فهو يحلم بأن تكون العجلة هو وسيلة المواصلات الرئيسية للمصريين، بالإضافة إلى كونها رياضة مفيدة للجسم والصحة، وقرر أن يشكل أول فريق للدراجات في مصر مسجل في الاتحاد المصري والاتحاد الدولي للدراجات، كما أنه مشارك رئيسي مع وزارة الشباب والرياضة في جميع الفعاليات المتعلقة برياضة ركوب الدراجات.أصغر دراجمحمد المصري وصل إلى مرحلة “الجنون” حسب وصفه في حب السفر بالدراجات، كونها تخرجه من أي ضيق أو أي مشاكل وتحسن مزاجه، فمع أي ضغوط يأخذ دراجته ويبدأ رحلة السفر، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالرجل بدأ يورث الثقافة لولديه عبيدة 8 سنوات، وسلمان 11 عاما، والذي أصبح أصغر دراج في الدلتا، بعدد أن سافر بالدراجة رحلة مسافتها 30 كيلومترا.سفر بأقل التكاليففي رحلاته يحرص محمد المصري أن يستعد جيدا من خلال توفير كل ما يلزمه في السفر من خيمة للإقامة، بالإضافة إلى لبس شتوي وآخر صيفي، كون درجة الحرارة متغيرة من مدينة لأخرى فدرجات الحرارة مختلفة تمام من الدلتا لأسوان لدهب، كما أنه يأخذ معه الأطباق للأكل ومكرونة وفحم وغيرها من مستلزمات الطعام، فهو يقدم فكرة الترحال في محافظات مصر بأقل التكاليف.يروي محمد بعض التفاصيل عن رحلاته مؤكدا أنه خلال الرحلة يفضل التحرك نهارا، وفي الليل يخيم في المدن أو القرى ويفضل أن يكون بذلك بجوار مكان عام، سواء كان مستشفى أو محطة بنزين أو إسعاف أو غيرها، خلال الرحلات يكون الشاب المصري صداقات مع العديد من الأشخاص ويتعرف على الثقافات المختلفة للمصريين، ويرصد ويزور أبرز الأماكن في مدن مصر.
مغامرة جديدةمحمد المصري يستعد لخوض رحلة جديدة ومغامرة مختلفة عندما يسافر على دراجته إلى المملكة العربية السعودية، وبعدها سيخوض رحلة أكثر صعوبة عندما سيبدأ رحلة من القاهرة إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا، سيزور خلالها 55 دولة في القارة السمراء، كسعي منه لدخول موسوعة جينيس للأ{قام القياسية.8 نصائحالرحالة المصري لديه رؤية للحياة، تتمثل في أهمية العمل بجد، من أجل تحقيق الثروة، كما أنه يكره إشارات المرور والزحام، فيفضل أن يكون كل شيء قريبا من بيته حتى لا يضيع العمر في الزحام والانتظار، الأمر الثالث، هو عدم مشاهدة التلفزيون للحفاظ على القوى العقلية، الأمر الرابع الابتعاد عن المشاكل والطاقة السلبية، والابتسام دائما، الخامس، استغلال أوقات الفراغ بمرافقة أصحاب الطاقات الإيجابية، الأمر السادس، هو تقدير ما تمتلكه لأن غيرك لا يملك ما لديك، الأمر السابع، هو اقتناء الدراجة وممارسة الرياضة لتفريغ الطاقات السلبية، الثامن، هو إدمان أمر مفيد، قراءة رياضة، سفر.انتقاداترغم ما حققه الرحالة محمد المصري إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الانتقادات والسخرية، من رحلاته وفائدتها، لكنه يؤكد أنه من خلال رحلاته، يكتشف أماكن جديدة ويتعرف على عادات وتقاليد لم يسمع عنها معظم الشعب المصري، فهو لديه حب الترحال والفضول والاكتشاف وحب الصحراء والمغامرة، واعترض على عبارات الإحباط التي يصدرها البعض، مطالبا الآخرين باحترام أفكاره وأحلامه التي يسعى لتحقيقها.ووجه رسالة لأصحاب رسائل الإحباط أو من ينتقدون ما يقوم به” “جرب تعتمد علي نفسك بدون نقطة مياه في صحراء جرداء واليأس والإحباط يحيطان بك، وأقرب نقطة مياه تبعد عنك 65 كيلومترا، وقررت تتحدي نفسك والعطش والشمس وكملت ولما وصلت للماء لقيت “بركة مطر وبئر”.. جربت يكون عندك إصرار على تحقيق حلم بعد حادثة وتقوم وتكمل بعزيمة الرجال”لكن المكسب الحقيقي للرحالة المصري، هو شبكة الأصدقاء والمعارف والعلاقات في جميع أنحاء مصر.شخصية مختلفةالرحالة محمد المصري، يرى أن رحلته مع دراجته كلها حكايات ومواقف صنعت منه إنسانا قادرا على تحمل الصعاب، وأنه كلما واجه مرحلة صعبة في حياته يتيقن جيدا أن خلف هذه الصعاب ما هو أفضل.
شخصية الرحالة محمد المصري تغيرت كثيرا مع احترافه الترحال، فأصبح شخصا هادئا عن زمان، أصبح قليل الكلام، أصبحت أي مسافة سفر بالنسبة له قليلة، وأصبح أي تحد بالنسبة له سهلا، تعلم الصبر والعزيمة، والاستمتاع بما يقوم به، ومعرفة متعة الوصول للهدف، وأصبح التأمل والتفكير جزءا من حياته.استفاد من رحلاته، أن هناك حرية واستقلال لا تشعر بهما إلا أثناء السفر بالعجلة، الترحال أعطاه فرصة لمعرفة كل سنتميتر في مصر، ومشاهدة ,معرفة أمور لم تخطر على باله.
النقطة الأهم التي أشار إليها في رحلاته هي معرفته بأشخاص لا يملكون أموالا وليسوا أغنياء، لكنهم أغنياء بأمور أخرى كثيرة، وأن هناك من يملكون الأموال فقط، تعرف على طباع وشخصيات، وتأكدت أن الإنسان هو “بطل حياته”.

Exit mobile version