Site icon العربي الموحد الإخبارية

السياحة الدينية بالمغرب.. حرية تعايش وتناغم

السياحة الدينية في المغرب واحدة من معالم التعايش والتنوع في هذا البلد الأفريقي الذي تضمن قيادته للناس حرية ممارسة شعائرهم الدينية.
مسلما كنت يهوديا أو حتى مسيحياً، أيا كان مذهبك وديانتك ستجد في المملكة المغربية ما يروي عطشك الروحي، إذ تضم عددا من المعالم الدينية والتاريخية المُنتمية لديانات مختلفة، ما يجعل المغرب قبلة حقيقية للسياحة الدينية.
وترصد الترسانة القانونية للمملكة عقوبات شديدة لكل من عطل عبادة أو تطاول على إحدى دور العبادة في المملكة أياً كانت ديانتها.
مساجد وزوايا
عتيقة وحديثة، تاريخية ومعاصرة، تضم المملكة المغربية مئات المساجد والزوايا التي تجذب المسلمين من شتى بقاع العالم، إما للوقوف على عظمة التاريخ الإسلامي في البلاد، أو للاستمتاع بأداء الشعائر الدينية فيها، خاصة صلاتي التراويح والتهجد خلال الشهر الفضيل.

وعام 2016، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن عدد المساجد في المملكة قد بلغ حوالي 41,755 مسجداً، بينهم 16,489 مسجد جامع، و10,061 مسجد مصنف ذو قيمة ثقافية جد كبيرة.
ومن بين أهم مساجل المملكة، نذكر مسجد أهل فاس بمدينة الرباط والذي تأسس في القرن 18، ومسجد النوار بمدينة العرائش الذي تأسس عام 1689، ومسجد ابن يوسف بمدينة مراكش الذي يعود للقرن العاشر ميلادي.

وتأسست المدرسة البوعنانية بمدينة فاس فاس منتصف القرن الرابع عشر، قبل أن يتم ترميمها مؤخرا من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يولي أهمية كبيرة للتراث الديني في البلاد.
وإلى جانب هذه المساجد العتيقة، توجد أخرى حديثة، أشهرها مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، الذي يُعتبر معلمة تاريخية وجوهرة عمرانية، بُنيت بتعليمات من الملك الراحل الحسن الثاني فوق أمواج البحر.
وتعتبر المملكة قبلة للطرق الصوفية الكُبرى في العالم، كما أنها مقصد سنوي لمريدي بعض الطرق التي يتمركز شيوخها في البلاد، كالطريقة “التيجانية” و”القادرية البودشيشية” والمتواجدة بـ”مداغ” بالقرب من وجدة شرق المغرب.

يحج مئات الالف من المغاربة للمشاركة في الملتقى السنوى الذي تقيمه الطريقة، ويحضره وفد رسمي، كما يحضره مئات الجنسيات من مختلف دول العالم، بالاضافة إلى حضور أساتذة وباحثين لمؤتمر عالمي للتصوف والتسام، والذي يقام كل عام في ذكر المولد النبوي الشريف.
هيلولة
من جهة أخرى، تعتبر مدن الصويرة وتنغير والدار البيضاء ووزان وتارودانت وفاس، الوجهات المفضلة للسياح اليهود داخل المغرب، حيث يعود المستقرون بإسرائيل وبدول أخرى لزيارة ما يمثل بالنسبة لهم “مسقط الرأس”، فضلا عن احتضان مدن مغربية كثيرة لمقابر ومزارات الأجداد.
وحسب الباحثين فإن المغرب يضم 36 معبدا، وعددا كبيرا من الأضرحة والمزارات اليهودية.

من أبرز المناسبات الدينية التي يحتفل بها اليهود في المغرب، ما يعرف ب”الهيلولة”، أو ليلة “الهيلوليا” ومعناها “سبحوا الله”.
وتمتد الاحتفالات بهذا الموسم لأسبوع تحيي فيه الطائفة اليهودية، كل عام، عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين الديانات السماوية.
وتعرف الليلة عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة “الشعالة”، حيث يقوم الزوار بإشعال عدد كبير من الشموع، وإضاءة القبور وجنبات المدافن والمسالك التي تؤدي إليها، كما يعرف الموسم عملية بيع الشموع.
 فكل شمعة تباع، يبارك كل فرد من أفراد الأسرة للمشتري، وكذا جمع التبرعات، قبل أن يتوجه الجميع إلى حضور طقس الذبيحة، الذي يعد حدثا مركزيا في الاحتفالات.
وتعد الصويرة أهم المدن التي يتعبد فيها “اليهود” بالمغرب، فهي ليست بعيدة عن مراكش، حيث نجدها مطلة على المحيط الأطلسي الهادئة و الجميلة. ويقصد السواح هذه المدينة للتمتع بالراحة والهدوء بعيدًا عن صخب المدن الكبرى التي تعج بالزوار.تتميز المدينة بالعديد من المزايا السياحية المهمة منها الثقافية والتاريخية. أدى التعاقب الكبير للحضارات ( الرومان، البرتغاليون، اليهود والأوربيون…) على المدينة الى تنوع معماري وحضاري كبير.
المدينة الأكثر سحراً في المغرب هي مدينة الصويرة الهادئة. قوارب الصيد الملونة التي تمشي على المياه، جدران القلعة القديمة الفخمة والممرات الملساء في البلدة القديمة تجعل من الصويرة متعة للاستكشاف.
كنائس عريقة
وتحتضن المملكة مجموعة من الكنائس المنتمية لمختلف المذاهب المسيحية، إذ تؤدي أغلبها وظائفها الإيمانية والتعبدية على مدار الإسبوع، بحرية وأمان كاملين كالمساج ودور العبادة اليهودية.
كنيسة القديس بطرس، أو كما يقول لها الفرنسيون “سان بيير”، التي تنتصب شامخة لأكثر من مائة عام بساحة الجولان بالعاصمة المغربية الرباط، متميزة بهندستها المتميزة من الداخل والخارج.
تتعدد الأسماء ما بين “سان بيير”، و”سان بيي”، و”سان فرنسوا”، و”نوتغ دام دو لا بي”، وغيرها لكن يظل طابع البساطة هو الطاغي على كنائس مدينة الرباط من الخارج، لكن داخلها يشهد تميزا واضحا في امتزاج ما بين الطابع الهندسي الإسلامي والمسيحي.

Exit mobile version