في حلقة جديدة من “سبوت لايت جابان” تأخذكم يورونيوز إلى فوكوشيما للوقوف على الجهود المبذولة من قبل الحكومة لإعادة بعث النشاط الزراعي وتصدير المنتجات الفلاحية للخارج بعد مرور أكثر من 10 سنوات على كارثة فوكوشيما النووية.
زارت يورونيوز منطقة إيسازوا بمقاطعة فوكوشيما التي تمتاز بزراعة فاكهة الكاكي وإنتاج حلوى الأنبوغاكي الشهيرة التي تصنع بعد قطف ثمار الكاكي وتجفيفها.
ويعتبر جونيا ساتو أحد المزارعين الذين تضررت أعمالهم بسبب الإشعاع النووي، جونيا هو مؤسس لشركة صغيرة تقوم بزراعة الكاكي وصنع حلوى الأنبو غاكي المشتقة منها.
اعتاد جونيا على بيع ثلاثة أطنان من الأنبوغاكي كل سنة، ولكن الإنتاج بعد كارثة فوكوشيما توقف لمدة عامين.
وقال جونيا ساتو ليورونيوز “كان إنتاج أنبوغاكي جزءا من حياتي اليومية وعندما يتم إخبارك أنه لا يمكنك العمل لمدة عامين.. تتساءل عما يمكنك فعله بدلا من هذا العمل”.
تعد الصادرات الغذائية جزءًا مهمًا من اقتصاد فوكوشيما، ولكن تم تقييد وحظر تصدير المنتجات الزراعية من محافظة فوكوشيما ومحافظات مجاورة من قبل 55 دولة بسبب مخاوف من التلوث الإشعاعي.
لكن اليوم وبفضل تدابير السلامة الصارمة المعتمدة من قبل اليابان رفعت 41 دولة القيود على الصادرات الفلاحية بشكل كامل.
فحص دقيق وصارم للمنتجات
تقوم منشأة اختبار المنتجات الزراعية “يانا غاوا” في فوكوشيما التي زارتها يورونيوز بفحص ما يصل إلى خمسة آلاف صندوق من الأنبوغاكي يوميًا.
ولا يمكن أن يتجاوز مستوى الإشعاع لأي صندوق حدود الـ 50 بيكريل ( وهي الوحدة المستخدمة لقياس النشاط الإشعاعي).
ويقول مدير المنشأة سينو كيميهيرو “نتحقق من جميع الصناديق واحدا تلو الآخر، وإذا تجاوز صندوق واحد فقط مستوى 51 بيكريل فقط فسيتم استبعاد الصندوق كاملا”.
ويتم إجراء اختبارات السلامة حتى على أشجار الكاكي ويتم فحص ثمارها بشكل دقيق.
وفي هذا الشأن يقول رئيس جمعية فوكوشيما “ميراي التعاونية الزراعية: “نقوم بتحليل كل شجرة بداية من الجذور ووصولا إلى الأوراق للتحقق مما إذا كانت الشجرة سليمة أم لا”.
ويضيف “إذا كانت هناك مشكلة في الشجرة فإننا نقطعها، لقد قطعنا ثمانية آلاف شجرة حتى الآن “.
الأنبوغاكي هو واحد من بين عديد المنتجات التي عادت إلى الأسواق العالمية مرة أخرى والتي تجتاز اختبارات السلامة، ففي نقطة التفتيش الإقليمية بمركز فوكوشيما للتكنولوجيا الزراعية يتم فحص كل المنتجات الزراعية والحيوانية من اللحوم إلى الفواكه والخضار.
وتطبق معايير السلامة في المركز بشكل صارم حيث يشترط أن تلبي جميع المنتجات معايير السلامة مستوى يفوق المعايير العالمية المعتمدة بعشرة أضعاف.
ويقول مدير إدارة السلامة الزراعية أوكازاكي كازوهيرو بمركز فوكوشيما للتكنولوجيا الزراعية “إنها ضوابط صارمة لتحقيق الأمن والسلامة.. يمكن تسويق المنتجات السليمة فقط، هذا هو البروتوكول الذي نطبقه”.
ويذكر مفتشو السلامة أنه من النادر للغاية أن لا يجتاز المنتج المعايير الصارمة.
وكانت “إجراءات الرقابة القوية التي اعتمدتها اليابان” وفق الولايات المتحدة سببا في إلغاء جميع قيود الاستيراد التي كانت مفروضة عقب الكارثة النووية.
وتقول واشنطن إنه بعد “10 سنوات من أخذ العينات.. هناك مخاطر منخفضة جدا” على المستهلكين الأمريكيين.
كما أوقفت أستراليا حظرها للمنتجات اليابانية بعد تحقيق العينات التي تم فحصها للشروط المطلوبة. فيما ذكرت كندا أنها لم تخطط لإجراء اختبارات إضافية بعد إلغاء قيود استيراد المنتجات الزراعية اليابانية من جديد.