Site icon العربي الموحد الإخبارية

فحص السيارات المصفحة.. تجربة مليئة بالذخيرة

تحظى السيارات المصفحة بأهمية كبيرة حاليا ويتم استعمالها بشكل أساسي من قبل الملوك والرؤساء ورجال الأعمال البارزين كوسيلة انتقال آمنة.
وتوجد في ألمانيا ثلاثة مكاتب تقوم بفحص السيارات المصفحة، وشكلت فيما بينها اتحادا لمراكز فحص المواد والتصميمات المقاومة للهجمات (VPAM)، وخلال الاختبار الباليستي في مكتب الفحص بمدينة أولم الألمانية يتم إطلاق النار 500 مرة على كل سيارة مصفحة يتم اختبارها.وأوضح بيتر هويسلير، من مكتب الفحص بمدينة أولم، أنه يتم استهداف نقاط الضعف الحرجة سواء تم استهداف السيارة أو أنظمة التأمين بالأسلحة القاذفة، وأضاف الخبير الألماني قائلا: “نقوم بفحص الهيكل في التصميم الأساسي ونتحقق من السيارة بدون أغطية أو كسوات، حتى نتمكن من تحديد نقاط الضعف المفترضة والتحقق منها بدقة”.
وفي تحليل نقاط الضعف يحرص الخبراء على مراعاة المفصلات والحواف ومواضع اللحام والمواد اللاصقة، علاوة على أنه يتم فحص الألواح المدرعة والزجاج المصفح، الذي تم تركيبه في السيارة، بشكل منفصل أولا للتأكد من قدرته على مقاومة الرصاص، وذلك من خلال إجراء اختبار منفصل للمواد والخامات.
مقاومة الهجمات بالمقذوفات
وعادة ما يتم تصنيف السيارات المدنية وفقا لسمك الألواح والزجاج من فئة VR1 إلى فئة VR10 وفقا للمواصفة VPAM-BRV، ويشير هذا الاختصار إلى المصطلح Ballistic Resistance Vehicle ويعني “مقاومة السيارة للهجمات بالمقذوفات”.

وتمتاز تجهيزات الحماية بالسيارات من فئة VR4 بمقاومة الرصاص من مسدس ماغنوم 44، أما السيارات من فئة VR7 فإنها تتحمل خراطيش البنادق سريعة الطلقات مع تعميرها بذخيرة الناتو وبسرعة إطلاق تزيد على 900 م/ث، أي ما يعادل 3240 كلم/س.
وبالنسبة للسيارات، التي تمتاز بفئة الحماية VR10، فإنها تتحمل الهجمات بالذخيرة الصلبة بالبنادق الهجومية.
وإلى جانب الاختبار الباليستي تخضع السيارات المصفحة لاختبار الانفجار أيضا؛ حيث يتم تفجير خليط متفجر بوزن 12.5 كجم بجانب السيارة، وفي مراحل الاختبار الأخرى يتم قذف قنبلة يدوية أسفل السيارة أو إسقاطها فوقها.
وتقوم بعض الشركات المتخصصة بتعديل سيارات الصالون الفاخرة وموديلات الأراضي الوعرة لكي تصبح سيارات حماية خاصة، ولكن درجة التدريع أو التصفيح ليست نفسها في كل الموديلات؛ حيث لا يكفي إضافة بعض زجاج الأمان أو الألواح الفولاذية إلى جسم السيارة للتصدي لجميع الهجمات بالمقذوفات، ولكن من الأفضل أن يتم تصميم السيارة المصفحة من الأساس كسيارة حماية.

مرسيدس S 680 Guard
وتأتي سيارة مرسيدس S 680 Guard المصفحة بمظهر سيارات الفئة S الفاخرة، ولكنها توفر حماية لركابها ضد مقذوفات بنادق التصويب والمدافع الرشاشة والمتفجرات سواء كانت بجانب السيارة أو أسفل منها، وتنعم السيارة بالحماية من خلال تزويدها بألواح فولاذية على المؤخرة والحاجز الأمامي، مع وجود لوحات حماية في السقف مع ألواح الأراميد، حتى في حالة التعرض لهجمات بالغازات، فإن الأكسجين يطرد الهواء من المقصورة بضغط طفيف، حتى لا تتسرب الغازات إلى داخل مقصورة السيارة، وأكد المهندس الألماني أن الأهمية القصوى هنا تتمثل في خروج الركاب بسرعة من منطقة الخطر والوصول إلى بر الأمان.
ويتم دفع السيارة الألمانية، التي يبلغ وزنها 4.5 طن، بواسطة محرك مكون من 12 أسطوانة V12 وبقدرة 612 حصان، وتنطلق السيارة من الثبات إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 8.3 ثانية وتصل سرعتها القصوى إلى 190 كلم/س على الرغم من الوزن الكبير، وحتى في حالة عطب الإطارات فإنها تنطلق لمسافة تزيد على 30 كلم وبسرعة تصل إلى 80 كلم/س.

وتقوم شركة بي إم دبليو الألمانية بإنتاج سيارة الحماية الخاصة 733i High Security (E23) من نهاية حقبة السبعينيات من القرن المنصرم، وأوضح فلوريان بيرساك، رئيس قسم سيارات الحماية الخاصة بشركة بي إم دبليو قائلا: “يتم إعادة تصميم سيارات الحماية من الأساس؛ لأنها تعتمد على هيكل مختلف، وهو ما يتطلب الكثير من العمل اليدوي”.
ولم تكشف شركة بي إم دبليو أية بيانات دقيقة عن التقنيات المتبعة في سيارات الحماية الخاصة؛ لأن ذلك يتعارض مع مفهوم الحماية الذي توفر هذه الفئة من السيارات، وأكدت على أن الهدف الأساسي يتمثل في توفير أقصى قدر ممكن من الحماية بأفضل جودة ممكنة مع إخفاء هوية السيارة قدر الإمكان، وتقوم شركة بي إم دبليو حاليا بتصنيع مئات سيارات الحماية يدويا كل عام.

Exit mobile version