Site icon العربي الموحد الإخبارية

شاهد: كازاخستان تحتفل بمرور 30 عاما على استقلالها وعينها على التحوّل الرقمي

بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على استقلال كازاخستان، وتحت شعار “القيادة، الاستقرار، التقدم” استضافت العاصمة نور سلطان مؤتمراً دولياً استقطب كبار السياسيين والخبراء في العالم للبحث في جوانب تجربة بناء الدولة الكازاخية المستقلة وما تحقق فيها من إنجازات.

وكانت ثلاثة عقود مرّت على استقلال كازخستان، وتجّلّى في هذه الحقبة التقدمُ الاقتصادي والتنمية المستدامة وسط إصلاحات سياسية وتسارع في عمليات التنمية وتحسن في كافة مناحي الحياة اعتماداً على التقنيات الرقمية.

وفي أحدث استطلاع أجرته الأمم المتحدة بشأن الحكومة الإلكترونية لعام 2020، احتلت كازاخستان المرتبة الـ29 في مجال تطوير الحكومة الإلكترونية، كما احتلت البلاد المرتبة الحادية عشر في جودة الخدمات عبر الإنترنت، علماً أن هذا الاستطلاع يتمّ كل عامين ويشمل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. ويعدّ هذا التصنيف من أهم مؤشرات تطور مجتمع المعلومات لدى مختلف دول العالم.

تعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطن

وتدخل كازاخستان حالياً مرحلة جديدة من التحوّل الرقمي تستجيب فيها أكثر لطموحات المواطنين، ويؤكد وزير التطوير الرقمي والإبداع، باجدات موسين على أن البلاد تنتقل من الكم إلى النوع، عبر إنشاء نموذج متعدد لمنصات وتطبيقات الخدمات العامة، نموذجٌ يكون فيه المواطن على اتصال مباشر مع مؤسسات الدولة.

ويقول الوزير باجدات موسين لموفدة “يورونيوز” إلى موسكو إيكاترينا أنيسيموفا: “يجب أن يؤدي التحوّل الرقمي إلى تعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطن، والأولوية في ذلك لحاجة المواطن، كموضوع التنقل وشراء العقارات وما إلى ذلك، ونحن نعمل من أجل تلبية كل ما يسهل حياة المواطن”.

الموارد البشرية المؤهلة

إن أكثر من تسعين بالمائة من الخدمات العامة في كازخستان، حالياً، متاحة رقمياً، ويستفيد منها نحو أحد عشر مليون شخص، ورغم ذلك، لم يصل واقع الحال بعد إلى المستوى المطلوب، لعدم وجود عدد كافٍ من موظفي تكنولوجيا المعلومات من ذوي الإمكانات العالية”.

وفي هذا السياق، يقول الوزير موسين: إن “تعزيز قطاع تكنولوجيا المعلومات، يتطلب في المقام الأول تأمين الموارد البشرية المؤهلة، لذا فإن أحد أبرز أهدافنا للسنوات الأربع القادمة هو تأهيل مئة ألف متخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات ومن ذوي المهارات والإمكانات العالية”، على حد تعبيره.

اندماج العلوم بالتكنولوجيا

في هذه الأثناء، وعلى قدمٍ وساق، يتواصل العمل في جامعة نزارباييف في حقل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إذ يقوم العلماء الشباب بكتابة التطبيقات والخوارزميات وبرمجة الروبوتات ودراسة الواقع الافتراضي، وذلك كله بهدف جعل الروبوت والإنسان يعملان معاً بيسر وآمان.

وتقول طالبة الدكتوراة في جامعة نزارباييف، زنات ماخاتيفا لـ”يورونيوز”: إن “أهمية هذا التطبيق تكمن في أنه يبيّن للمستخدم الجانب الآمن من الروبوت والجانب الخطير، هنا يمكننا أن نرى أن المنطقة الحمراء خطيرة وأن المنطقة الخضراء آمنة، وهكذا فإن لدى الشخص المعلومات المتعلقة بحركة الروبوت وسرعته وكيفية التعاطي معه”.

ويعد اندماج العلوم بالتكنولوجيا سمةً رئيسة في تطور أي قطاع من قطاعات الاقتصاد.، وفي هذا الصدد، تشهد كازاخستان حضوراً لافتاً في الأسواق التي يحتلُ الإبداع فيها حيزاً واسعاً ضمن استراتيجية الأعمال.

ويقول رئيس هيئة التخطيط الاسترتيجي والإصلاحات في كازاخستان لموفدة “يورونيوز” أنيسيموفا: لعلّ أكثر المنصات ضمن نطاق عملنا جذباً للانتباه، هي منصّة “كاسبي كي زد”، التي يستخدمها اثنا عشر مليون شخص تقريباً، وتقدّم هذه المنصة خدمات الدفع ويستفيد منها كافة سكان البلاد”.

والشركة المالية “كاسبي كي زد” كانت أتمّت العام الماضي الاكتتاب العام في بورصة لندن وأصبحت من أقوى الشركات في مجالها ضمن كازاخستان وتدير هذه الشركة العملاقة حالياً ثلاثة منصات تتعلق بقطاع المال والأعمال.

وبعد الولايات المتحدة ، تعد كازاخستان ثاني أكبر شركة لتعدين البيتكوين في العالم، وفي هذا السياق يقول رئيس جمعية بلوكشين في كازاخستان، إسلامبيك سالزانوف: إن “تقنية بلوك شين والتعدين الرقمي تمنح كازاخستان القدرة على جذب استثماراتن بمليارات الدولارات، وخلق آلاف الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، ما يؤدي إلى إيجاد عائدات ضريبية جديدة للميزانية وتوطين المزيد من التكنولوجيا الحديثة.

وخلال سنوات الاستقلال، تمكنت كازاخستان من جذب ثلاثمائة وسبعين مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما مكّن للبلاد من أن تبقى واحدة من أكثر اقتصادات آسيا الوسطى ديناميكية.

Exit mobile version