Site icon العربي الموحد الإخبارية

كيف تتعامل المطارات وشركات الطيران مع المخاوف الصحية الناجمة عن التلوث الضوضائي؟

كانت الزيادة في الرحلات الجوية منذ الستينيات رائعة بالنسبة لقطاع الأعمال والسياح، لكنها كانت سيئة بالنسبة للسكان المحليين. ما هي الخطوات التي تم اتخاذها لتنظيم تلوث ضوضاء حركة المرور الجوية؟

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بدأ ازدهار قطاع السياحة في جميع أنحاء أوروبا، لكن الضجة التي حدثت لم تكن بسبب مجرد وعد بالسفر.

بدأت زيادة الضوضاء التي تحدثها الطائرات بإزعاج السكان المحليين، حيث أصبحت المطارات التي تم إنشاؤها في المدن الكبرى عندما كانت أعداد الرحلات منخفضة، أكثر ازدحاماً فجأة.

يقول تيم جونسون، مدير اتحاد بيئة الطيران ليورونيوز:

أحدثت الزيادة المفاجئة في عمليات الهبوط والإقلاع والجسور الجوية صدمة بين المجموعات المجتمعية وإثارت غضبها. نتيجة لذلك تشكلت مجموعات مجتمعية لا تزال قائمة حتى اليوم، للقيام بحملة من أجل التغيير.

التلوث الضوضائي والصحة

حددت المفوضية الأوروبية التلوث الضوضائي كقضية ملحة، أصدرت في عام 2020 تقريراً عن تأثير التلوث الضوضائي على سكان المدن .

أوضح تقرير استطلاعي أنه عبر 47 مطاراً أوروبياً، تعرض ما لا يقل عن 3.2 ملايين شخص لمستويات أعلى من 45 ديسيبل، وتعرض 1.4 مليون لمستويات أعلى من 40 ديسيبل. وتعرض مليون ساكن يومياً لأكثر من 50 حدثاً لضوضاء الطائرات بأكثر من 70 ديسيبل، أي ما يعادل أن تكون في مكتب مزدحم.

النتائج مهمة، بالاضافة للانزعاج، ضوضاء كهذه، يمكن أن تتسبب بمشاكل صحية خطيرة. توكد منظمة الصحة العالمية أن النوم المضطرب بسبب تحليق الطائرات، يؤدي إلى تغيرات هرمونية وعصبية، والتي بدورها تؤثر على القلب وضغط الدم.

من المشاكل الشائعة أيضاً تلف السمع وارتفاع ضغط الدم، ووجدت دراسة أجرتها إمبريال كوليدج لندن أن خطر الدخول إلى المستشفى، بسبب سكتة دماغية أو نوبة قلبية قد ارتفع بنسبة 10 – 20 في المائة مقارنة بين الذين يعيشون في منطقة عالية الضوضاء.

التعليم يمكن أن يتأثر أيضاً، أظهرت دراسة ألمانية أن أطفال المدارس في المناطق المتأثرة يتعلمون القراءة بشكل أبطأ.

“أعتقد أن المحصلة النهائية هنا هي أن ضوضاء الطائرات يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها مشكلة صحية وليست مصدر إزعاج. الإحباطات المجتمعية التي بدأت في الستينيات لا تزال موجودة حتى يومنا هذا “، يقول جونسون،مدير اتحاد بيئة الطيران.

ماذا نستطيع ان نفعل؟

توصي منظمة الصحة العالمية بتقليل الضوضاء إلى أقل من 45 ديسيبل خلال النهار و 40 ديسيبل خلال الليل. لكن وفقاً لجونسون، هناك طرق أخرى قد يرغب النشطاء اللجوء إليها لمعالجة هذه القضايا .

يقول جونسون: “إنهم يريدون حماية أفضل خلال أوقات معينة من اليوم، خاصة في الليل. يريدون أن يعرفوا أن هناك فرصة تتيح لهم مشاركة أكبر للتعليق”، يقول جونسون.

ويضيف: “قد يقول بعض الأشخاص إنه يجب أن يكون هناك تعويض وهو موجود بالفعل إلى حد محدود … هناك شكل من أشكال العمل طويل الأمد.”

اتخذت بعض المطارات تدابير للتخفيف من اضطراب الضوضاء. يقدم مطار “برلين تيغل” استمارات لطلب إتخاذ تدابير مضادة، وضع حاجز مضاد لهذا الضجيج بطول 8 أمتار وتقديم تعويض. واقترح مطار لييج أيضاً القيام بالعزل وتعويض السكان المحليين

أصدر الاتحاد الأوروبي تعليمات للمطارات تطلب منها وضع خطة عمل مدتها خمس سنوات وإجراء مشاركة محلية بشأن التلوث الضوضائي. كما يحظر الطائرات التي تصدر ضوضاء شديدة من الطيران في المجال الجوي الأوروبي. وبالمثل، تقدمت العديد من المطارات بقواعد تمنع استخدام الطائرات القديمة والصاخبة وتعتمد أنظمة لمتابعة الضوضاء والمسار.

التغيير التكنولوجييتيح** خيار جعل الطائرات أكثر هدوءاً**

الخبر الجيد هو أن الطائرات أصبحت بشكل عام أكثر هدوءاً مع التقدم التكنولوجي. تعمل طائرة إيرباص”إيه 320 نيو” على تقليل الضوضاء باستخدام محرك جديد وديناميكا هوائية محسّنة. أدى التحديث إلى تقليل الضوضاء بنسبة 50 في المائة من الحد الأقصى البالغ 85 ديسيبل، نقطة البداية السابقة لهذا الطراز .

في الوقت نفسه، تعمل بوينغ مع وكالة ناسا لمعرفة مدى الهدوء الذي يمكن التوصل إليه في صناعة طائراتها. لقد قامت أيضاً برحلات تجريبية خاصة على “بوينغ 777″، لإنشاء خرائط صوتية تساعد على تقليل الضوضاء.

تتضمن عمليات اعتماد الطائرات تقييمات للضوضاء، وطائرات اليوم أكثر هدوءاً بنسبة 90 في المائة من تلك التي تم استخدامها في الخمسينيات. مع ذلك، فإن معدل حدوث التغيير ليس دائماً بالسرعة التي تريدها المجتمعات المتضررة.

لقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب الوباء، حيث إنخفضت الرحلات الجوية مما أدى إلى تقليل الضوضاء بالنسبة لللسكان المحليين.

يوضح جونسون: “لقد تذوق الناس شكل الحياة بدون ضوضاء الطائرات، والآن يريدون تغييراً سريعاً. بالطبع ، يريد الناس طائرات هادئة، لكن حقيقة تضاعف عدد الطائرات التي كانت موجودة قبل 15 عاماً، يعني أن عدداً أقل من الطائرات المزعجة لم يكن بمثابة تعويض كبير لهم”.

Exit mobile version