Site icon العربي الموحد الإخبارية

دولة بلا إشارات مرور ولا كربون.. السر العجيب للسعادة في “بوتان”

هل تريد الذهاب إلى مكان خال من الانبعاثات الكربونية وإشارات المرور وأهم أولوياته هي السعادة؟ عليك بدولة بوتان الواقعة في جنوب آسيا.

في ظل التغير المناخي في مختلف أنحاء العالم، يمكن أن تكون بوتان دولة يحتذى بها، فهي الوحيدة الخالية من الانبعاثات الكربونية في العالم. أنها تعوض عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر من إنتاجه.قد يجد الناس هذا غريبا ولكن بوتان حددت أولوياتها بشكل صحيح، وتمت صياغة مصطلح إجمالي السعادة الوطنية في 1970 من جانب الملك جيجمي وانجتشوك.
نهج أكثر روحانية لقياس تقدم الأممويرمي إلى نهج أكثر روحانية لقياس تقدم الأمم ويؤكد على نحو مساو على الأوجه غير الاقتصادية لقياس التقدم، بحسب ما ذكره موقع تايمز ترافل.

لا يوجد إشارات مرور في هذه الدولة. نعم لقد قرأت هذا على نحو صحيح، لا يوجد إشارات مرور في بوتان وكل إدارة حركة المرور يقوم عليها بشر.
وفي حين أن هذا لايزال نفس الحال في بعض المدن الصغيرة في الهند، فمن المحتمل أن بوتان هي الدولة الوحيدة الخالية من إشارات المرور.بوتان.. “بلاد التنين والرعد”تعدُّ مملكة بوتان، المعروفة بـ”بلاد التنين والرعد”، من أكثر الدول سريةً على وجه الأرض، وقد عرفت هذه الدولة – التي يقطنها 750 ألف مواطن – بسياساتها المبتكرة، والمتعلقة بالسعادة المحلية الإجمالية، على غرار الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشتهر بأنها أرض يسود فيها الفرح، ويمنع دخول الحزن إليها، وذلك بسبب سياستها الحكومية، التي تعتمد على قياس مكونات السعادة القومية، من خلال مستوى الصحة، والتعليم، وحيوية المجتمع، وحماية الأرض والمحميات الطبيعية، وأيضاً من خلال فلسفتها الشعبية القائمة على التفكير في الموت .

فلسفة بوتان.. فكر في الموت تسعد
فشعب البوتان، الذي يعدُّ من أسعد الشعوب على وجه الأرض، دائم التفكير في موضوع الموت، حيث يفكر جميع أفراد المجتمع خمس دقائق على الأقل يومياً في الموت، ويعتقدون أن الخوف من الموت قبل تحقيق الأحلام المنشودة، أو رؤية الأبناء يكبرون يوماً بعد يوم، هو الشيء الذي يؤرق الحياة اليومية للناس، ويسبب لهم المتاعب .
وقد كتبت ليندا ليمنغ، مؤلفة كتاب “دليل ميداني للوصول إلى السعادة: ما تعلمته في بوتان عن الحياة والمحبة والصحوة”، في كتابها: “أدركت أن التفكير في الموت لا يجعلني مكتئبة، إنه يجعلني أغتنم كل فرصة، وأرى الأمور التي لم أكن لأراها عادة، أفضل نصيحة أقدمها هي: سافروا إلى هناك، تأمّلوا أمراً لا يمكن التفكير فيه، وهو ما يرعبك مرات عدة في اليوم». وتضيف: «نحن في الغرب نريد أن نعالج الأمر إذا انتابنا شعور بالحزن، إننا نهاب الأسى، ونراه أمراً يحتاج التغلب عليه إلى استخدام الأدوية، أما في مملكة بوتان فهناك تقبّل له، إنه جزء لا يتجزأ من الحياة”.

السعادة القومية الإجمالية
تعد بوتان أول دولة في العالم تعتمد مؤشر السعادة الوطنية لقياس الناتج القومي الإجمالي، وكان أول من صاغ عبارة “السعادة القومية الإجمالية” في عام 1971، هو الملك الرابع لمملكة بوتان، جيجمي سينجاي وانجتشوك، الذي شدد على أن “السعادة القومية الإجمالية هي أكثر أهمية من الناتج المحلي الإجمالي”، هذا المفهوم يعني أن التنمية المستدامة ينبغي ألا ترتبط فقط بالمؤشرات الاقتصادية للرفاهية كمقياس للتقدم.
ومنذ ذلك الحين، أثر مفهوم “السعادة القومية الإجمالية” في سياسات بوتان الاقتصادية والاجتماعية، فيما هيمن أيضاً على خيال الآخرين خارج حدودها.
وحددت بوتان تسعة مجالات لقياس “السعادة القومية الإجمالية”، هي: الصحة النفسية، الصحة البدنية، التعليم، استخدام الوقت، التنوع الثقافي، القدرة على التكيف، الحكم الرشيد، حيوية المجتمع، التنوع البيئي والقدرة على التكيف، ومستويات المعيشة.

Exit mobile version