Site icon العربي الموحد الإخبارية

“إدنبره الكلاسيكية”.. ماذا فعل بها ضيوف قمة غلاسكو؟

تتركز الأضواء على غلاسكو التي تستضيف قمة المناخ “كوب 26″، وتسارع الأقلام للكتابة عن تاريخها، ومواكبتها لتنظيم فعالية بهذا الحجم.
لكن القليل الذي يذكر إدنبره، المدينة صاحبة الضوء الباهت ليلا والهادئة، التي يتكشف سحرها الفريد مع سقوط أول أشعة الشمس وتوصف بأنها الخط الخلفي لمؤتمر المناخ، وجبهة الدعم اللوجستي لجهود تنظيم وتأمين المؤتمر، وفق ما رصده مراسل “العين الإخبارية” في المؤتمر.تتميز إدنبره بتصميم آخاذ، وتملك شخصية متفردة، انطلاقا من تاريخها الممتد لآلاف السنين، واشتهارها بهندستها المعمارية الجميلة، سواء مبانيها التي تحمل بصمات العصور الوسطى بالمدينة القديمة، أو المدينة الجديدة الجورجية الكلاسيكية والتطورات الأحدث مثل كوارترميل وأقواس ويفرلي.وتجبر شوارع وأزقة المدينة الضيقة، ومنازلها المتناسقة التي تملك تاريخيا حياتيا قبل أن تعد وعاء للتواصل البشري عبر القرون، زائرها على الوقوع في حبها.

خلف الكواليس
مع بداية التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، نصح المنظمون على الموقع الرسمي لـ”كوب 26″ المشاركون في المؤتمر بالبحث عن مكان إقامة في إدنبره إثر اكتظاظ غلاسكو، وشغل جميع فنادقها.
وكانت “العين الإخبارية” بين عدد كبير من المؤسسات وحتى الدول التي اختارت لوفودها الإقامة في إدنبره، والتنقل يوميا برحلة قطار أو في سيارة إلى مقر انعقاد المؤتمر في مركز الفعاليات في غلاسكو.

ومع وصول الفريق للعاصمة الاسكتلندية في وقت متأخر من الليل، كانت أضوائها الخافتة وحركتها الساكنة تظهرها في صورة وحش نائم أرهقه البحث عن ضحاياه، أو مدينة من العصور القديمة فقدت العديد من سكانها.
لكن الوضع تغير يوما بعد يوم، وبدأت المدينة التي احتضنت رعاياها ليلا حماية من برد قارس، تظهر بعض من سحرها الذي يزداد بريقة كلما سقطت أشعة الشمس.أسعار الإقامةوبرز اسم إدنبره كحل لمعضلة إيجاد مقر إقامة لممثلي 120 دولة، وأكثر من 20 ألف مشارك في مؤتمر “كوب ٢٦”، بعد أن واجه هؤلاء مشكلة في العثور على مقر إقامة في غلاسكو، إذ واجهت الأخيرة “أزمة سكن” مع ارتفاع تكاليف الإيجار وحجز الفنادق، حسبما ذكرت صحيفة ديلي ريكورد البريطانية.
وأفادت شبكة “بي بي سي” بأن “الضغط” على أماكن الإقامة المتاحة أدى إلى ارتفاع الأسعار في غلاسكو، وفيما بلغ سعر الغرفة لليلة واحدة، قبل أسبوع من المؤتمر، 42 جنيهًا إسترلينيًا، بلغ خلال القمة 1400 جنيه إسترليني.

هذا الوضع دفع الآلاف من المشاركين إلى تأمين مكان إقامة في إدنبره التي تبعد ٤٥ كيلومترا عن غلاسكو، وباتت المدينة التي كانت توصف بالهدوء دوما نقطة انطلاق يومية لهؤلاء باتجاه مقر انعقاد المؤتمر، وخط الدعم اللوجستي له.
لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ تحولت المدينة إلى خط التأمين الأول للمؤتمر، وحماية المشاركين فيه من أي تهديدات، ورصدت “العين الإخبارية” رسالة داخلية يومية في القطارات المتحركة من إدنبره باتجاه غلاسكو تطالب الركاب بالإبلاغ عن أي شيء يبدو غريبا.كما رصدت “العين الإخبارية” تأمينا مكثفا وانتشارا لعناصر الأمن في الطريق السريع “إم 8” الرابط بين إدنبره وغلاسكو.

ووفق صحيفة “إدنبره لايف”، فإن 10 آلاف شرطي إضافي نشروا في طرقات المدينة من أجل تأمين وفود “كوب 26” جاء أغلبهم من مدينة مانشستر البريطانية، وويلز.
ضيف بارز
وكان هذا التأمين المكثف على الطريق السريع يرمي لتوفير الحماية لآلاف المشاركين في “كوب 26” الذين يقطعون الطريق يوميا من إدنبره لغلاسكو، وتأمين ضيف خاص كان ضمن من اختاروا الإقامة في العاصمة الاسكتلندية، وهو الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبين الأحد والثلاثاء الماضيين، أقام بايدن في فندق Dalmahoy الفاخر على أطراف إدنبره، وكان من المقرر أن ينطلق يوميا إلى غلاسكو بطائرة هليكوبتر لكن الطقس السيء حال دون ذلك، وفق صحيفة “إدنبره لايف” المحلية.
وبدلا من ذلك، كان بايدن يتنقل من إدنبره إلى غلاسكو عبر موكب من السيارات يقطع الطريق السريع “إم ٨8 ذهابا وإيابا في رحلة تستغرق 45 دقيقة.
ويقول الشاب الاسكتلندي نيل سكوت لـ”العين الإخبارية”، “كان شيئا لافتا اختيار بايدن وآلاف المشاركين البقاء في مدينتنا.. اعتقد أن هؤلاء استمتعوا بإقامتهم هنا”.
وأضاف “كان مرور موكب بايدن خارجا من إدنبرة باتجاه غلاسكو يجذب كثير من المارة، وحاول البعض التقاط مقاطع الفيديو والصور.. مدينتنا تستضيف حدثا استثنائيا”.
وتملك إدنبره شبكة قطارات مريحة، تعمل بشكل منتظم ومتقارب تربطها بغلاسكو، لذلك كانت الحركة بين المدينتين انسيابية، وأسهم الانتشار الشرطي في تأمين وحماية المشاركين في المؤتمر أثناء الرحلات اليومية منها وإليها.

Exit mobile version