Site icon العربي الموحد الإخبارية

اليوم الوطني: مظاهر احتفالية متباينة خلال 56 عاماً من الخطابات إلى الزخم

تباينت مظاهر احتفالات المملكة باليوم الوطني منذ إقراره رسمياً من قبل الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1965م، حيث انتقلت من إلقاء الخطابات والاحتفالات المحدودة إلى واحدة من أكبر المناسبات في المملكة.
وتركز الاحتفال في الأعوام الأولى من إقراره على الخطابات الرسمية من الملوك، والتي تعزز اللحمة الوطنية واستقبال التهاني من المسؤولين والمواطنين، قبل أن تقام لاحقاً احتفالات متنوعة ولكن دون زخم كبير.
وفي الأعوام الأخيرة أصبح الاحتفال باليوم الوطني يشهد زخماً كبيراً وتستمر الفعاليات عدة أيام في مختلف المناطق، خاصة بعد إنشاء الهيئة العامة للترفيه، والتي صنعت منه حدثاً كبيراً.
يوم الجلوس
كانت المناسبة الوطنية التي يتم الاحتفال بها في المملكة قبل إقرار اليوم الوطني هي “يوم الجلوس الملكي”، والتي كان يُحتفى فيها أولاً بمناسبة مبايعة الملك عبد العزيز، حيث جاء أول احتفال به في 8 يناير 1930م، ثم تحول الاحتفال بالذكرى إلى يوم 12 نوفمبر بعد تولي الملك سعود مقاليد الحكم خلفاً لوالده، غير أن مظاهر الاحتفال كانت في نطاق محدود.
مظاهر محدودة
رغم إقرار اليوم الوطني فإن مظاهر الاحتفاء به كانت محدودة دون زخم كبير، إذ كان يقتصر على الخطابات الرسمية من الملوك واستقبال المهنئين من أمراء المناطق والمسؤولين في الدولة ورجال السلك الدبلوماسي، إضافة إلى تنظيم احتفالات شعبية حضورها مقتصر فقط على الرجال.
إجازة رسمية
تغيرت ملامح الاحتفال باليوم الوطني منذ عام 2005، عندما أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرا ملكيا بأنه ابتداءً من اليوم الوطني السعودي الـ75 يصبح اليوم الوطني إجازة رسمية للدولة، حيث مُنح بذلك المواطنون الفرصة الأكبر للتعبير عن المناسبة في الشوارع.
احتفاء موسع
بعد تحديد يوم العيد الوطني عطلة رسمية توسعت الاحتفالات بالمناسبة بشكل كبير، وأصبحت جميع المناطق تنظم احتفالات يحضرها الأمراء وكبار المسؤولين والمواطنون، وتُنظم فيه فعاليات متنوعة تشير إلى اللحمة الوطنية وتستعرض الإنجازات الجديدة، بينما تعد العرضة السعودية من الفقرات الثابتة في الاحتفال، كما تحتفل أيضاً المؤسسات الحكومية والتعليمية في يوم الدوام الذي يلي العطلة.

مظاهر الشوارع
أصبحت مظاهر الاحتفال باليوم الوطني ظاهرة للعيان في جميع الشوارع، حيث يطغى اللون الأخضر على الشوارع مع اقتراب المناسبة، إضافة إلى استقبال القادمين من الخارج في المنافذ وتوشيحهم بالعلم السعودي، وتقديم الهدايا لهم.
إطلاق الهوية
بدأت احتفالات اليوم الوطني تأخذ زخماً كبيراً في الأعوام الأخيرة، ففي 2018م، الذي صادف الاحتفال باليوم الوطني الـ88، أطلقت وزارة الإعلام ممثلة بمركز التواصل الحكومي، هوية وشعار (للمجد والعلياء)، وهذه أول مرة يتم فيها إطلاق شعار رسمي للاحتفال بهذه الذكرى، ومن ثم توالى إطلاق هوية في كل يوم وطني.

علامة فارقة
أصبح الاحتفال باليوم الوطني علامة فارقة منذ تولي الهيئة العامة للترفيه الإشراف عليه، حيث أخذ شكلاً جديداً وبعداً مختلفاً، وذلك في اليوم الوطني الـ89 الذي كانت هويته “همة حتى القمة”، حيث استمر لمدة أسبوع، واشتمل على فعاليات عالمية وحفلات غنائية في عدد من المدن، وألعاب نارية شكلت حدثاً كبيراً وغير مسبوق.

المرأة في الاحتفالات
سُمح للعائلات لأول مرة بحضور احتفال اليوم الوطني الـ87 للمرة الأولى في المملكة، حيث نظمت الهيئة العامة للترفيه فعالية (ملحمة وطن) على استاد الملك فهد الدولي، كما شاركت المرأة السعودية لأول مرة ضمن هذه الفعالية، ومن ثم توالت مشاركات المرأة بشكل أساسي في بقية الفعاليات، ليس حضورا فقط، بل في جميع البرامج من تخطيط وتنفيذ.
سنوات دون احتفال
هناك ظاهرة تتكرر كل 34 سنة حيث تدخل السنة الهجرية وتخرج بدون أن يمر عليها يوم 23 سبتمبر، ويرجع السبب في ذلك إلى فارق عدد الأيام بين السنة الميلادية والهجرية، فمر على المملكة 3 سنوات هجرية بدون يوم وطني وهي:1371هـ، حيث بدأت في 1/10/1951م وانتهت 19/9/1952م، وفي 1405هـ بدأت في 26/9/1984م وانتهت 14/9/1985م، أما في 4381هـ ، بدأت في 2/10/2016م وانتهت 20/9/2017م، حيث كان الأمر الملكي يقضي بأن يكون الاحتفال في اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية.
مناسبة عالمية
ويُعد اليوم الوطني مناسبة تحتفل بها جميع الدول في العالم، غير أن مظاهره تختلف من دولة لأخرى، فالغالبية يومها الوطني بمناسبة التحرر من الاستعمار، كما تنظم بعض الدول عروضا عسكرية في الشوارع لإبراز هيبتها، وأخرى تركز على الجانب الاحتفالي؛ من إطلاق الألعاب النارية وإلقاء القادة الخطب لشعوبهم.

Exit mobile version