Site icon العربي الموحد الإخبارية

“تصعيد ملموس وخطير”.. هجوم أربيل نُفذ بطريقة جديدة

للمرة الثانية في نحو شهرين، يتعرض مطار أربيل الدولي بكردستان العراق لهجوم، لكن الجديد هذه المرة أنه نفذ بطائرة مسيرة.

جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم قال إن المطار الذي يتمركز قربه عسكريون أميركيون تعرض لهجوم بصاروخ فيما سمع سكان المدينة انفجارا قويا في كافة أنحائها.

ولم تتبن أي جهة بعد الهجوم الذي يأتي بعد نحو شهرين من هجوم مماثل استهدف مجمعا عسكريا في المطار تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.

وسقط في هجوم فبراير قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

وتبنت الهجوم السابق ميليشيا غامضة تعرف بـ”أولياء الدم” ورحبت المجموعة ذاتها، التي تعد واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بهجوم الأربعاء، عبر قنوات على تطبيق “تليغرام”.

وفي أعقاب الهجوم، أغلقت القوات الأمنية كل مداخل مطار أربيل، على ما أفاد شهود في المكان، لكن المحافظ أكد استمرار الرحلات الجوية.

“تصعيد خطير”

وأكدت وزارة داخلية إقليم كردستان ليل الأربعاء أنه “تبين أن الهجوم نفذته طائرة مسيرة مفخخة ووجهت إلى قاعدة قوات التحالف داخل المطار”.

وذكرت الوزارة في بيان أنه “بعد التحقيق والمتابعة من قبل الجهات المعنية حول أسباب دوي الانفجار الذي سُمع هذه الليلة في مطار أربيل الدولي، تبين أن صوت الانفجار كان بفعل طائرة مسيّرة تحمل مادة (تي.إن.تي) شديدة الانفجار، مستهدفةً بذلك مركزاً لقوات التحالف الدولي في المطار.

وأضافت “لحسن الحظ لم تقع إصابات، ولم تلحق سوى أضرار مادية بمبنى”.

من جهته اتهم السياسي الكردي ووزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري في تغريدة “ميليشيا” بأنها خلف الهجوم.

وندد بهجوم “إرهابي بصاروخ وطائرة مسيرة، يهدف إلى تقويض أمن كردستان العراق”، معتبرا أن الجهة التي تقف خلفه هي  نفسها التي نفذت هجوم 15 فبراير الصاروخي على المطار.

وكتب “يبدو أن الميليشيا نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين تعاود الكرّة. هذا تصعيد ملموس وخطير”، فيما تضاعف الفصائل الموالية لإيران من تصريحاتها المنددة بالأميركيين، متوعدة بمزيد من الهجمات لطرد “الاحتلال”، تطبيقا لقرار برلماني قبل أكثر من عام ينص على انسحاب القوات الأجنبية كافة من العراق.

ومساء الأربعاء، تحدّث المتحدث باسم “النجباء” وهو فصيل موال لإيران، عن أن “تحديد الخطر على العراق وكيفية التعامل معه هي وظيفة أبناء العراق الذين خرجوا بالملايين مطالبين برحيل احتلالكم”.

هجمات جنوبا 

وفي حين لم تتحدث السلطات في كردستان إلا عن صاروخ واحد استهدف المطار، إلا أن مصدرا أمنيا عراقيا أكد لوكالة فرانس برس أن صواريخ أخرى سقطت في محطيه، إحداها طال قوات تركية منتشرة منذ 25 عاما في عشرات القواعد في كردستان.

في وقت سابق الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبين لوجستيين عراقيين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوب العراق، بحسب مصادر أمنية.  

وبالمجمل، استهدف 20 هجوما، بصواريخ أو قنابل، قواعد تضم عسكريين أميركيين، أو مقرات دبلوماسية أميركية، منذ وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى البيت الأبيض أواخر يناير، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.  

وقبل أسبوع فقط، استأنفت الإدارة الأميركية “الحوار الاستراتيجي” افتراضيا مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يتعرض أيضا لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.

وتملك كل من الولايات المتحدة وإيران حضورا عسكريا في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم داعش منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.  

وفي 26 فبراير، استهدف قصف أميركي “كتائب حزب الله” وهو فصيل عراقي موال لإيران عند الحدود السورية العراقية، ردا على استهداف أهداف أميركية في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

Exit mobile version