Site icon العربي الموحد الإخبارية

ملياردير بريطاني يتنبأ بنجاح الثورة الغذائية الجديدة واختفاء الألبان واللحوم الحيوانية خلال عقد

في لقاء مع يورونيوز قال المستثمر والملياردير البريطاني جيم ميلون إن صناعة الألبان “ستختفي في غضون عشر سنوات”، وفي حديثه عبر برنامج “إنترفيو” أضاف أن “نصف اللحوم في العالم ستكون نباتية، أو منتجة في المختبرات من خلال الزراعة القائمة على الخلايا”.

يزعم مؤلف كتاب “قانون Moo: دليل المستثمر للثورة الزراعية الجديدة” أنه يمكن القضاء على خُمس الانبعاثات الناجمة عن تربية الحيوانات بالشكل المكثف الحالي. حاليًا، تنتج عن هذا النوع من الرعي والزراعة 14.5 و 18 بالمائة من الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري.

وأكد ميلون أن تغيير الوضع الحالي شيء “جيد” مضيفًا أن “الصناعات الجديدة التي تنتج عن ما نقوم به ستكون أفضل للناس بشكل عام”.

رجل الأعمال البريطاني الذي يقضي عادة بعض الوقت من العام في دبي، والتي أطلق عليها اسم “هونج كونج الجديدة”، يستثمر أيضًا في إطالة العمر.

تعمل شركة ميلون Juvenescence على تطوير مجموعة واسعة من العلاجات التي يأمل أن تمكن الناس من العيش بصحة أفضل في وقت لاحق من حياتهم، يقول: “آمل أنه مع تحسن صحة الناس في سن الشيخوخة ، يمكن تحويل المزيد من الأموال نحو الرعاية المستمرة، والرعاية الوجدانية، والرعاية الاجتماعية، وسيتعين إنفاق أموال أقل على رعاية نهاية الحياة ، والتي تمثل ثلثي إجمالي نفقاتنا الصحية”.

فيما يلي أبرز ما جاء في اللقاء:

يورونيوز: تتكلم في الوقت الحالي بكثافة عن الثورة الزراعية القادمة. ولديك كتاب صدر حديثا بعنوان “قانون Moo”. هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن ذلك؟

جيم ميلون: حسنًا نحن نمر حاليا بوباء، من أين أتى؟ على الأرجح من ممارسات سيئة تتعلق بإنتاج الطعام في الشرق الأقصى. من أين سيأتي الوباء القادم؟ ربما من الممارسات نفسها في الشرق الأقصى. يذهب 80 في المائة من المضادات الحيوية إلى حيوانات المزارع وهذا يسبب خطرًا حقيقيًا و عدوى بكتيرية تخرج عن نطاق السيطرة لتصبح المضادات الحيوية دون فائدة. لذلك نحن بحاجة إلى القيام بشيء ما للتخفيف من مخاطر الوباء. 20 في المائة من الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري الذي يقلقنا في الوقت الحالي تأتي من الاستزراع المكثف للحيوانات. لذلك إذا لم تقم بتربية الحيوانات على نطاق واسع وقمت عوضا عن ذلك بإنتاج لحومها في المصانع ، فلن تتسبب بهذه الانبعاثات. يمكننا القضاء على خمس الانبعاثات، وهذا رائع. 80 مليار حيوان وتريليوني سمكة تُقتل كل عام للاستهلاك البشري. يمكننا الوصول إلى النقطة حيث نتوقف عن ذلك. وهذه قضية محفزة بالنسبة لي. هناك الكثير من الأمور الجيدة حول هذه الثورة الزراعية الجديدة وهي تحدث الآن.

يورونيوز: ماذا يعني ذلك للصناعات القائمة؟

جيم ميلون: في حالة المزارعين الذين ينتجون اللحوم، عليهم أن يجدوا شيئًا آخر ليعملوا به. الحالة تشبه يشبه إلى حد ما عمال المناجم الذين كان عليهم أن يجدوا عملاً آخر في فترة الخمسينيات إلى التسعينيات أو كما كان على سائقي الخيول والعربات أن يغيروا مهنهم عندما وجدت السيارة. لكن التقدم يوفر دائمًا وظائف جديدة بأجور أعلى وأفضل. الزراعة مهنة قاسية، وغير مستقرة. وربما ستكون الصناعات الجديدة الناتجة عن عملنا الحالي أفضل للناس بشكل عام. وهكذا سيكون هناك تغيير، لكن التغيير جيد دائمًا.

يورونيوز: ماذا تتوقع لمستقبل صناعة الغذاء العالمية إذن؟

جيم ميلون: توقعاتي على مستويات ثلاث. بادئ ذي بدء، في السنوات العشر المقبلة، ستختفي منتجات الألبان، كما نعرفها حاليًا، بمعنى أبقار تُحلب لإنتاج الحليب ثم صناعة مشتقاته كالجبن واللبن وأشياء أخرى. لن يكون هناك أي من هذا إنها صناعة في حالة تراجع نهائي. المستوى الثاني يتعلق باللحوم، نصف لحوم العالم ستكون نباتية سواء كالنوع الذي نعرفه الآن، أو عن طريق الزراعة القائمة على الخلايا، حيث تنتج اللحوم في المعامل بمواصفات عالية جدًا ومطابقة لأفضل الأصناف. ثم في غضون 10 سنوات ستنتج نصف أسماك العالم بالطريقة ذاتها. الأسماك مهمة هنا، إذا كنت تأكل الكثير من الأسماك في الماضي فهذا جيد، فاليوم الأسماك تحتوي مواد بلاستيكية دقيقة وسموم والكثير من المضادات الحيوية. نصف الأسماك المنتجة حاليا تربى في مزارع الأسماك. لذا ليس من الجيد تناول السمك أكثر من مرتين في الأسبوع.

يورونيوز: تتحدث عن المضادات الحيوية التي تصب في النهاية في الأطعمة التي يستهلكها البشر، ما الذي يجب القيام به على المستوى العالمي وعلى المستوى الحكومي لضمان التحرك لاتخاذ إجراء الآن؟

جيم ميلون: المضادات الحيوية أحد الأشياء. فلدينا السكر والملح وكل الأشياء السيئة التي تسبب الكثير من الأمراض في العالم، وهناك وباء. يعرف الجميع مرض السكري وهو بسبب كمية السكر التي تدخل في الطعام. إذا كان بإمكاني التعبير عن الأمر على هذا النحو، في عام 1980 في الصين، كان فقط واحد في المائة من السكان مصابين بمرض السكري ، اليوم النسبة هي 13 بالمائة. العدد ارتفع 13 مرة ويرجع ذلك بالكامل إلى إدخال النظام الغذائي الغربي وخاصة السكر. لذا فإن شركات المواد الغذائية حاليا تبيع، في كثير من الحالات، طعاما ضارا للناس.

يورونيوز: هل الماء أحد الموارد التي علينا القلق بشأنها مع المضي قدمًا في المستقبل؟

جيم ميلون: بالتأكيد. الماء اليوم موجود في كل الأماكن الخاطئة. كمية المياه على هذا الكوكب هي نفسها منذ بدء العالم. هي بالضبط كمية الماء ذاتها التي توزع بطريقة خاطئة. كيلوغرام واحد من لحم البقر يحتاج إلى خمسة عشر ألف لتر من الماء لإنتاجه. هذا قدر هائل من المياه المهدرة. علينا أن نفعل شيئًا لتقليل استخدام المياه. طرق كالزراعة الخلوية و الأطعمة النباتية تستخدم جزءًا صغيرًا من الماء الذي يستخدم في الزراعة التقليدية.

يورونيوز: أمر كبير آخر تقوم بالترويج له هو إطالة العمر وشركتك “Juvanessence” ، أخبرنا عن ذلك.

جيم ميلون: هذا توجه صيدلاني تقليدي، يعود لخلفيتي في التكنولوجيا الحيوية. نحاول تطوير علاجات تمكن الناس من العيش بصحة أفضل في وقت لاحق من حياتهم. ليس بالضرورة أن تعيش فترة أطول، ولكن بدلاً من أن تكون عجوزًا بجسد متداع وتعاني من ضعف لأنك مصاب بالتهاب المفاصل أو شيء من هذا القبيل، نحاول تقليل أثر هذه الأمراض. نعتقد أنه يمكننا إحداث تأثير خلال السنوات العشر القادمة، وسيكون تأثير كبير إذا تم ذلك.

يورونيوز: من خلال الخلايا الجذعية؟

جيم ميلون: الخلايا الجذعية أحد الجوانب والتي تعمل على تجديد الأعضاء. لكن لدينا الأدوية التي، على سبيل المثال، تزيل ما يسمى بالخلايا الشائخة، وهي الخلايا التي نراكمها مع تقدمنا في السن وتسبب بعض الأمراض مثل هشاشة العظام. يمكننا التخلص من الهشاشة وعدم الاستقرار واستعادة بعض الوظائف لدى البشر.

يورونيوز: هل هناك حاجة لتحول اجتماعي فيما يتعلق بنهجنا تجاه السكان المسنين؟

جيم ميلون: ما أتمناه هو أنه مع تحسن صحة الناس في سن الشيخوخة ، يمكن تحويل المزيد من الأموال نحو الرعاية المستمرة والرعاية الوجدانية والرعاية الاجتماعية ، وسيتعين إنفاق أموال أقل على رعاية نهاية الحياة، والتي تمثل ثلثي إجمالي نفقاتنا الصحية. نريد تقليل ذلك حتى يمكن تحرير الأموال للإنفاق على إشراك كبار السن اجتماعيًا، وتوفير مهام ونشاطات للقيام بها وإبقاء عقولهم منخرطة. إنها حقيقة أن الخرف، الذي يتراجع من حيث النسبة المئوية للسكان الذين يصابون به، مرتبط بثلاثة عوامل: أحدها وراثي. والثاني هو السكر، أليس كذلك؟ كلما زاد تناول السكر، زادت احتمالية إصابتك بالخرف. الشيء الثالث هو المشاركة. التفاعل الاجتماعي يقي من الخرف. ليس هناك شك في ذلك.

يورونيوز: عندما ننظر إلى أوروبا، لدينا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثم انتشار الوباء، هل سنتمكن من التعافي اقتصاديًا؟

جيم ميلون: نعم، عادت المملكة المتحدة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الوباء. أعتقد أن الأوروبيين متأخرون قليلاً، هذا بسبب برنامج التطعيم لديهم الذي كان متأخرًا جدًا، لكنهم سيصلون إلى التعافي. الولايات المتحدة تبدو في حالة ازدهار كبير في الوقت الحالي، لكن هذا يعود بشكل كبير إلى طباعة الأموال على نطاق واسع. لكن طباعة الكثير من الأموال، تخفض قيمة النقود، وتخلق تضخماً، لذلك نحن نشهد بدايات التضخم. إنها دعوة للحكم على ما إذا كان من الجيد طباعة كل هذه الأموال. أعتقد الآن مع خروجنا من الوباء، أصبحوا بحاجة إلى إحكام قبضتهم قليلاً لأنه لا يمكن الحصول على كل هذا الفائض من المال دون تضخم، وهو أمر مدمر للغاية وخاصة للفقراء، يدمر مدخراتهم، يمحوهم حرفيا.

Exit mobile version