Site icon العربي الموحد الإخبارية

البلاط “جنة” أطفال لبنان.. “الملائكة” محرم عليها النوم

كتب على أطفال لبنان أن يذوقوا ويلات الأزمات التي تعصف ببلدهم، من فقدان الحليب، إلى تحمل حرارة الصيف التي لا سبيل لمقاومتها بعد انقطاع التيار الكهربائي من قبل شركة كهرباء لبنان، وإطفاء المولدات الخاصة لصعوبة تأمين المحروقات.
الأرض والشرفات باتا ملجأ الأهل لتأمين نسمة هواء لأطفالهم، في ظل الطقس الصيفي الحار غير الاعتيادي في مثل هذه الأيام من السنة، والذي سيطر الأسبوع الماضي، ولا يزال مستمراً. ووصلت درجات الحرارة في لبنان مؤخرا إلى ٣٣ درجة، فلا كهرباء لتشغيل المكيفات حال تواجدت في المنازل، إذ أنه في المناطق البعيدة عن العاصمة بيروت، لا سيما تلك التي تعاني من الفقر المدقع مثل شمالي لبنان، فإن المكيفات حلم بعيد المنال، بل حتى الإشتراك في المولدات الكهربائية الخاصة أمر بات مستحيلاً، حيث وصل بدل اشتراك الـ٥ أمبير إلى ٥٠٠ ألف ليرة، أي ما يعادل ٢٩ دولاراً.وكأن العتمة وحدها لا تكفي اللبنانيين، الذين يعانون من التقنين منذ زمن، إلا أنه في الأشهر الأخيرة وصل إلى حوالي الـ٢٢ ساعة يومياً، هذا الأمر ينطبق على كل المناطق بما فيها العاصمة بيروت، التي كانت تشهد في السابق انقطاعاً كهربائياً لثلاث ساعات يومياً.

أما الآن فلم يعد أحد يعلم متى تأتي الكهرباء، في ظل عجز تام من قبل المواطنين عن معرفة نهاية النفق المظلم الذي أجبروا على الدخول فيه، ما دفعهم إلى التعبير عن وجعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بتأمين الكهرباء من قبل الدولة، وبالمازوت للمولدات لكي يسدوا عجز شركة كهرباء لبنان، لإنقاذ أطفالهم من المعاناة، فحتى قطرة الماء الباردة حرموا منهما، إذ ليس باستطاعتهم أن يرووا ظمأهم.
“لا يمكننا النوم”.. بهذه الكلمات أضاءت سعاد لـ”العين الإخبارية” عن جزء بسيط مما يعانيه أهل لبنان. وقالت: “لدي 3 أطفال، حتى المروحة حرمنا منها، الطقس يغلي والرطوبة مرتفعة، كيف يمكن لأي انسان أن يرقد للنوم، لم أجد وسيلة للتخفيف عن أولادي سوى اللجوء إلى غسل وجههم وشعرهم كل ساعة بالماء، علّي أن أخفف عنهم بتخفيض حرارة جسمهم”.واضافت: “ما يحصل قتل بطيء لنا، أولادنا يعانون من دون أن نتمكن من تأمين حياة كريمة لهم”.

كذلك كان حال منال فرشوخ، التي شرحت بغضب لـ”العين الإخبارية” عما تعاني طفلتها من صعوبة كبيرة في النوم، وقالت: “تبلغ صغيرتي سنة من العمر، منذ بدء التقنين القاسي تعجز عن النوم لأكثر من ٤ ساعات.. وتكون بشكل غير متواصلة في اليوم. تبكي طوال الوقت نتيجة تحسس جسدها من الحرارة، إضافة الى تعرضها للدغات البعوض، الذي ينتشر بشكل كبير خلال فصل الصيف، أنتظر أن تأتي الكهرباء لتشغيل المكيف لها”، مشددة: “لا كلمات يمكنها التعبير عن حال أطفالنا في ظل المأساة التي نعيشها”.ورغم كل ما يعانيه أهل لبنان الذين لم تلق نداءاتهم للمسؤولين بتأمين الكهرباء آذاناً صاغية، إلا أن مشهد نوابهم وهم يتصببون عرقاً خلال جلسة نيابية عقدت في قصر الأونيسكو أمس، بسبب انقطاع الكهرباء وعدم القدرة على إدارة مكيّفات التبريد، جعلهم يشمتون بهم، حيث أطلقوا حملة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي مِمن أوصلوهم إلى الحال التي يعيشونها.
انقطاع التيار الكهربائي يترك بصماته السلبية في كل المناطق اللبنانية، إلى حد أنه يهدد حياة المرضى لا سيما الأطفال.

وقبل يومين انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لوالد يحمل طفلته وفي يده آلة تنفس، يستنجد من يستطيع مساعدته كي لا يخسر ابنته، هذا الأمر دفع ببعض المطاعم في شمال البلاد إلى فتح أبوابها للمرضى المحتاجين إلى كهرباء كي يستفيدوا من التيار متى أرادوا، حيث عبّر أصحابها أنهم يقفون إلى جانب أشقائهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع.

Exit mobile version