Site icon العربي الموحد الإخبارية

أحمدي نجاد: إيران تحتاج لإصلاحات جوهرية وعلى الاتحاد الأوروبي أن يخرج من ظل واشنطن

في حلقة جديدة من برنامج “غلوبل كونفرسيشن” كان ليورونيوز لقاء مع الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يتحدث فيه عن موقفه إزاء إلغاء ترشحه للانتخابات ونظرته لمستقبل البلاد ورأيه حول علاقة طهران مع الاتحاد الأوروبي وواشنطن في ظل إدارة بايدن.

________________

يورونيوز: تستعد إيران لإجراء انتخابات رئاسية نهاية هذا الأسبوع في لحظة مصيرية للبلاد داخليا ودوليا. ضيفي اليوم في “غلوبل كونفرسيشن” هو الرئيس الأسبق لجمهورية إيران الإسلامية، محمود أحمدي نجاد.

الرئيس محمود أحمدي نجاد، شكرا لوجودك معنا على يورونيوز.

يورونيوز: بداية أريد أن أسألك عن ردة فعلك على قرار مجلس صيانة الدستور بمنعك من الترشح؟ ماذا يعني اختيار المرشحين في إيران اليوم؟

أحمدي نجاد: في البداية اسمحوا لي أن أرحب بكم، وبمن يشاهد أو يستمع أو يتابع هذا البرنامج.

دعاني الناس للترشح هذه المرة. أصرّت جموع كبيرة من المواطنين من جميع أنحاء البلاد على أن أترشح وقبلت ذلك.

لكن دون أي سبب معين، تم شطب اسمي من القائمة النهائية للمرشحين، أشعر اليوم بمسؤولية دعم مصالح الناس وإصلاح الآلية التي تسببت في إهمال إرادة الأغلبية.

يورونيوز: سبق لك وأن حكمت البلاد… لماذا تريد أن تصبح رئيسا مرة أخرى؟ ما الذي يحتاج إليه البلد حتى يمكنك أن تقدمه؟

أحمدي نجاد: كما ذكرت، طلب مني الناس هذه المرة أن أكون مرشحا، جاء الملايين من الناس من جميع أنحاء البلاد إلى منزلي وخرجوا في تجمعات مناصرة، وبعثوا لي برسائل. أصروا على أن أدخل السباق.

ولهذا السبب استجبت لندائهم. لكنني أعتقد أن إيران مثلها مثل دول أخرى من العالم، تحتاج لإصلاحات أساسية، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا. تحتاج جميع البلدان إلى تغييرات جوهرية لضمان حقوق الناس.

إيران مثل تلك الدول تحتاج أيضًا إلى تغييرات جوهرية. وسأحاول دائمًا السير في هذا الاتجاه.

“سباق التسلح إهانة للبشر”

يورونيوز: هل يمكنني أن أسألك عن تفاصيل أكثر بشأن تلك الإصلاحات؟ ما الذي يمكنك تجسيده لو أتيحت لك الفرصة للترشح لمنصب الرئاسة؟

أحمدي نجاد: السيادة للشعب، والمبدأ هو أن يكون الناس أحرارا تماما في تقرير مصيرهم واختيار أسلوب حياتهم.

حاليا ولأن الناس حرموا من حقوقهم، نشهد انتشار الفقر واتساع نطاق عدم المساواة والهيمنة والحرب والنزاعات بين الأمم.

سباق التسلح هو إهانة للبشر، أعتقد أن هذا الوضع يجب أن يتغير، لقد خلق الله كل البشر على نفس المبدأ.

إلهنا واحد، يمكننا التحدث معه بكل لغة، نحن جميعًا من نفس العائلة. يجب أن نعيش معا. خُلق البشر من أجل الصداقة والتعاون والحب. لم يُخلقوا للعداء والقتال ونهب ثروات الآخرين.

إن حالة العالم اليوم لا يبدو أنها تسترشد بمبادئ الإنسانية. أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا تغييرات جوهرية في العالم.

يورونيوز: كيف ترى الإدارة الإيرانية المنتهية ولايتها، هل تعتقد أنها حققت شيئا إيجابيا خلال السنوات الثماني الماضية؟

أحمدي نجاد: يجب أن نطرح هذا السؤال للشعب. تظهر الاستطلاعات أن غالبية الإيرانيين غير راضين عن أداء الحكومة خلال السنوات الثماني الماضية.

“الاتفاق لم يحل مشكلتنا”

يورونيوز: في الوقت الذي نتحدث فيه، يتم التفاوض مجددا بشأن واحدة من أكبر تركات إدارة روحاني، أتحدث عن الاتفاق النووي الإيراني، هل تعتقد أن المفاوضات يجب أن تستمر بهذا الصدد؟

أحمدي نجاد: أعتقد أن الإدارة الحالية بعيدة عن التوصل إلى نتيجة، إذا استمرالاتفاق المذكور في إطاره السابق، فسوف يفشل مقدما.

في كل اتفاقية يجب مراعاة التوازن بين الالتزامات والمسؤوليات من قبل الجانبين. لا نرى هذا في الاتفاق النووي الذي أطلق هليه مسمى خطة العمل الشاملة المشتركة. لهذا السبب فإن الاتفاق لم يحل مشكلتنا. لقد أدى إلى تعقيد الوضع وجعل حله أكثر صعوبة.

يجب أن تتبع (خطة العمل الشاملة المشتركة) القانون الدولي والعدالة والاحترام المتبادل.

يورونيوز: تتحدث عن الاحترام المتبادل، تحدثت أيضًا عن السلام والتقدم، كانت تلك أهداف الصفقة؟

أحمدي نجاد: ليس كذلك، اسمحي لي أن أعطيك مثالا، في كل اتفاقية يوجد قسم مخصص لحل النزاعات. لكن هنا، هناك ست دول تعارض برنامج إيران النووي السلمي. بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، يجب أن يشمل حل النزاع القائم من قبل مجلس مكون من سبع دول وهي (إيران والدول الست الأخرى الموقعة).

لكل دولة صوت واحد، ويحتاج كل بند إلى سبعة أصوات للموافقة عليه. وهذا يعني أن حقوق الشعب الإيراني لن يتم إنفاذها في المعاهدة. إنه مخالفة للقوانين والحقوق الدولية.

عندما لا يكون هناك توازن، لا يمكن لأي اتفاق أن يكون مثمرًا. انسحب السيد ترامب من المعاهدة من جانب واحد ولم تستطع الدول الأخرى منعه أو المضي في المعاهدة.

يورونيوز: هل تشعر أن الاتحاد الأوروبي خذل إيران في هذه المفاوضات وعندما يتعلق الأمر بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق؟

أحمدي نجاد: دعيني أخبرك… لدينا أمنية، لكننا لا نعرف ما إذا كانت قابلة للتحقيق.

نود أن يخرج الاتحاد الأوروبي من ظل الولايات المتحدة، يمكن أن يكون لأوروبا علاقات جيدة مع إيران. وكذلك حتى مع الولايات المتحدة. أعتقد أن التعاون هو المبدأ الرئيسي.

لم يعد من الممكن استمرار آليات المائة عام الماضية، أعني الإطار الذي بموجبه تتفوق بعض الدول على غيرها. هذه الفترة قد ولت.

يجب أن نتحدث ونتعاون على قدم المساواة مع العدالة والاحترام المتبادل. لا ينبغي لأي دولة أن تعتدى على حقوق الآخرين. سيكون هذا مفيدًا لجميع البلدان. أقول لكم أن حالة العالم تتغير بسرعة. لقد بلغ الاستعمار مراحله النهائية. إن الميل إلى الاعتقاد بأن بعض البلدان متفوقة على دول أخرى يقترب من نهايته إنه ضد الإنسانية.

يجب أن نتحرك نحو الصداقة والتفاهم والحقوق المتساوية. يجب أن ندير العالم جميعا معا.

يؤدي عدم التوازن بين الدول إلى الحروب وسباق التسلح والفجوات في المستوى الاجتماعي والعداوة. يتسبب في انفصال الدول عن بعضها البعض.

علينا العمل معا، يجب أن نكون أصدقاء متساوين في الحقوق. نحن جميعا بشر. لماذا يوجد فرق بين الناس؟ نحب أن تكون لدينا علاقات ودية ومحترمة مع كل دولة مثل أوروبا وأمريكا، علاقات تقوم على العدل، القوى العظمى لم تكن أبدا قادرة على ضمان راحة الناس.

“هناك إمكانية لتجديد العلاقات مع واشنطن”

يورونيوز: تتحدث عن إدارة العالم بسلام وإيجاد حلول سلمية، هذا امتحان ليس بسهل خاصة مع سرعة تغير السياسة في الوقت الحاضر وديناميكية المنطقة والعالم.

الولايات المتحدة لديها إدارة جديدة الآن، هل تعتقد أن هناك أمل في تجديد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن أصبح جو بايدن رئيسا؟

أحمدي نجاد: بالتأكيد هناك طريقة، لكن الشرط هو أن نعترف بحقوق بعضنا البعض. يجب علينا احترام العدالة -وفرض- والاحترام المتبادل. المواجهة بين الدول لا طائل من ورائها. الناس هم الذين يخسرون. فقط الجماعات الرأسمالية هي المستفيدة.

لذا نعم تجديد العلاقات ممكن، لكن يجب على السيد بايدن أن يثبت أن سياسة الولايات المتحدة قد تغيرت بطريقة ملموسة.

على حد علمي، يتم تحديد السياسة الخارجية للولايات المتحدة من قبل بعض الشخصيات القوية وراء الكواليس، ولا يتمتع الرؤساء بنفس القدر من القوة (كما سوق لنا لتصديقه).

آمل أن تحدث تغييرات أساسية هناك. نحن نرحب بهذا التغيير- وأعتقد أن جميع الدول سترحب بتغيير جذري في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

أذكر عندما كان السيد أوباما مرشحا، وعد بتغيير هذه السياسات عدة مرات ورحبت الدول بذلك. لكن لسوء الحظ لم يف بوعده وفوّت الفرصة.

آمل أن يستغل السيد بايدن هذه الفرصة، أعتقد أن النخب المتعلمة في البلدين ستجتمع معا لحل المشكلة.

“على العالم أن ينتبه لقدرات إيران في المستقبل”

يورونيوز: يترقب العالم كله نتائج هذه الانتخابات المرتقبة نهاية هذا الأسبوع .. ما هي رسالتك إلى العالم بخصوص طموحات إيران المستقبلية؟

أحمدي نجاد: أعتقد أنهم يجب أن ينظروا إلى الشعب الإيراني. يجب عليهم احترام حقوق الأمم الأخرى. إيران لديها شعب عظيم. لها تاريخ وثقافة وحضارة.

إيران ستتغلب على المشاكل التي تواجهها حاليا. لا ينبغي لأحد أن يستغل مشاكل إيران الآنية لفرض قضية عليها أو لانتهاك حقوقها. يجب أن ينتبهوا لقدرات الإيرانيين في المستقبل، ستعيش الدول معًا وتدير العالم معًا.

يورونيوز: سؤال أخير. هل ستنتخب يوم الجمعة؟

أحمدي نجاد: لقد أعلنت أنني لن أصوت إذا لم يكن هناك تغيير في قرار مجلس صيانة الدستور. ولن أدعم أي مرشح آخر

يورونيوز: الرئيس أحمدي نجاد شكرا جزيلا لتواجدك معنا على يورونيوز

Exit mobile version