
نهضــة جديــدة للإعــلام تاريخ النشر: 17/10/2020 استمع '); } else { $('#detailedBody').after('' + $("#detailedAd").html() + ''); } } catch (e) { } } });
خلال القرن العشرين سيطرت بضع شركات ومؤسسات على صناعة وسائل الإعلام والمعلومات، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي مناطق ثرية أخرى من العالم، وساعد نمط الإنتاج والتوزيع الصناعي الضخم على وصول كل أنواع المواد الثقافية من كتب وصحف وسينما وموسيقى وبرامج تليفزيونية وراديو إلى الجماهير الغفيرة، كما ساعد على توليد ثقافة إعلام «سائدة» ينظر فيها إلى الناس بشكل أساسي باعتبارهم يشكلون «رأياً عاماً» أو أسواقاً أو جماهير جماعية.
يؤكد «ليا ليفرو» في كتابه «وسائل الإعلام الجديدة البديلة والناشطة» أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ساعد انتشار وتقارب تكنولوجيا وسائل الإعلام والمعلومات الشبكية، على توليد نهضة من أنواع وأساليب جديدة من الاتصالات، كما أعاد تعريف ارتباط الناس بوسائل الإعلام، ولا تزال السيطرة من قبل ممثلي الشركات الكبرى والمؤسسات موجودة بالطبع؛ لكنها لم تعد محكمة كما كانت من قبل، وأصبحت امتيازاتهم في السوق ونماذج أعمالهم التجارية تحت تهديد مجموعة من المتنافسين على وقت الناس وأموالهم وانتباههم، كما أصبح جمهور وسائل الإعلام إلى جانب مستهلكيه من مستخدمي وسائل الإعلام، منغمسين في بيئات معقدة من التقسيمات والتنويعات والشبكات والمجتمعات والمعارف.
وخلق هذا المشهد المتغير فرصاً غير مسبوقة للتعبير والتفاعل، خاصة بين النشطاء والفنانين والمجموعات السياسية والثقافية الأخرى حول العالم، الذين وجدوا في وسائل الإعلام الجديدة أدوات غير باهظة الثمن، وقوية لتحدي معطيات الثقافة السائدة أو الشعبية، كما أصبحت مواقع الويب وأجهزة التليفون المحمول والتصوير الرقمي، ومدونات الفيديو والصوت وأنظمة تبادل الملفات كلها أدوات تسمح للمجموعات الاجتماعية مختلفة الاهتمامات ببناء مجتمعات والمحافظة عليها.